الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني كثير العضِّ لأقرانه، فماذا أفعل لتخليصه من هذا السلوك؟

السؤال

لدي وابن وبنت، البنت عمرها 4 شهور، وابني عمره 3.5 سنة، ابني عندما يجد أحدا من أصحابه يضايقه يقوم بعضه فورا بدون ضرب أو أي شيء، فقط العض، وأحيانا كثيرة يجعل العضه تصل إلى نزول الدم والتوّرم! وهذا السلوك يحدث كثيرا جدا، لدرجة تخرجني عن شعوري، وتجعلني أضربه وأتعصب عليه من ضيقي لما فيه ابني، ولكن تعصيبي هذا حدث قريبا بعد تكرار هذا السلوك كثيرا، ولا يستمع أبدا لكلامي، فأنا لست متعودة على ضربه.

هذه العادة تحدث من قبل ولادتي لأخته، ولا أتذكر وقت بدايتها بالضبط، مع العلم أن هذا السلوك لا يحدث مع زملائه بالحضانة، وإنما فقط مع أصحابه وأقاربه، فعندما سافرت لأهلي في البلد للولادة لاحظت هذا السلوك يزداد كثيرا مع أقاربه من سِنّه، وأحس أنه يقوم بفعلها على أشياء تكاد تكون تافهة بالنسبة لي، أتذكر مثلا أنه مرة قام بعضِّ قريبه الذي من سِنّه، لأنه أخذ منه بعض الشيبس، فأجد أن هذا السلوك تعبيره الوحيد عن غضبه، ومع الوقت يزداد صعوبة فيكثر العض وتزداد قوتها.

أرجو أن تجدوا لي حلا لهذه المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الحميد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.
ولا شك أنه موقف صعب ومحرج!

إن عالم تربية الأطفال وتنشئتهم بحر واسع، وفيه الكثير من التفاصيل، فلابد من فهم طبيعة نفسية الطفل وطرق وأسباب سلوكه وتصرفاته، وتضيق المساحة المتاحة هنا من أن نغطي كل ما له علاقة بتربية الأطفال، ولكني سأجيب على السؤال الذي طرحت، وهذا لا يمنع من أن تبحثي عن دورة تدريبية في تربية الأولاد، والتي نسميها أحيانا "تدريب الوالدية" أي التدريب على مهارات تربية الأولاد، لتحضري هذه الدورة وتتعلمي المهارات الكثيرة في تربية الأطفال. ولا يمنعك هذا أيضا من قراءة كتب متخصصة عن تربية الأولاد، وهي كثيرة، وكلها أو معظمها طيب ومفيد، والكتاب يرشدك لآخر، وبحسب الحالة العمرية لأطفال، وهم الآن في مرحلة الطفولة المبكرة، وقبل وصولهم للمراهقة لا بد من أن تطلعي على كتب التعامل مع المراهق.

وبالنسبة لطفلك الصغير وهو في عمر 3.5 حاولي، وخلال الأسابيع القادمة أن تلاحظي أي سلوك حسن إيجابي يقوم به كل طفل من أطفالك، فلاحظي ذلك واشكريه عليه، وخاصة عندما يتعامل مع موقف معين من دون أن يعضّ أحد، وقولي له "أحسنت أنك تكلمت من دون العضّ"...

وفي نفس الوقت عندما ترينه يعضّ أحد فتدخلي، وأوقفي هذا السلوك السلبي، إلا أنه ضروري أن تعطيه الكثير من الانتباه في مثل هذا السلوك المؤذي للآخرين، فعندها لابد من تدخلك لمنع هذا الأذى، ولكن السرّ أن تعطيه أقل قدر ممكن من الانتباه، وتنصرفي لأمر أو عمل آخر.

وستلاحظين وخلال وقت قصير أن السلوكيات السلبية قد خفت كثيرا، وربما اختفت كالعضّ وعدم الاستجابة إليك، وسيقترب منك أكثر، بل سيركض إليك كلما كنت أمامه.

وتقوم هذه الطريقة على مبدأ بسيط أن السلوك الذي نعطيه الانتباه يتكرر مرات ومرات، والسلوك الذي نتجاهله يخف ويختفي مع الوقت، فانظري ما هو السلوك الذي تريدين من أطفاله أن يكثروا منه، وما هو السلوك الذي تريدين اختفاؤه؟ والخيار لك.

وهنا الفائدة أن نعطي الانتباه للسلوك الذي نريده أن يقوم به وأن يتكرر، بينما نصرف انتباهنا عن السلوك السلبي، ونعطيه القدر الأقل من الانتباه، وبالتالي سيخف مع الوقت.

والأمر المبشر بالخير أنه لا يقوم بهذا السلوك في الروضة؛ لأنه يعلم بأنه لن يُسمح له القيام به، والدرس المستفاد هنا أن يعلم من تصرفاتك ومن نظرتك أن هذا التصرف وهذا السلوك غير مسموح به أبدا لا في البيت ولا خارجه.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً