الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العادة السرية وتأثيرها الضار على النشاط الجسدي للممارس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب في المرحلة الثانوية، أبلغ من العمر 17 سنة، كنت أمارس العادة السرية منذ سن التاسعة تقريباً بإفراط (بمعدل 4 مرات باليوم) وإلى هذا الوقت أقوم بممارستها، كنت طالباً مجتهداً في دراستي، ومن المتفوقين، والآن لا أستطيع حتى البقاء مستيقظاً بالمدرسة على الإطلاق!

قرأت الكثير من الاستشارات بخصوص هذا الموضوع في موقعكم الأكثر من رائع، ولكني لم أجد أي حالة من الحالات مثل حالتي، فأنا أعاني من انعدام بالتركيز، وأحياناً كثيرة أعجز عن التفكير، وأعاني من إرهاق وآلام في كافة أنحاء الجسم، حتى إني لا أستطيع القيام بأي مجهود يُذكر بعد أن كنت نشيطاً في صغري، وأعاني من تشويش بالرؤية يزول مع ترك العادة، ولله الحمد تحسنت حالتي كثيراً، مع أني ما أزال أعاني من الكثير من الأعراض النفسية والجسدية، والآن أقوم بالعادة السرية مرةً واحدة بالأسبوع.

سؤالي هو: هل ستتحسن حالتي وأرجع إلى طبيعتي؟ وهل يجب علي التوقف كلياً عن العادة السرية؟ حتى عند الاحتلام أعاني من نفس التعب، مع العلم أني أعيش في حالة مرضية لسنتين حتى الآن، ولا أشعر بالتحسن إلا بعد التوقف لأسبوعين متتاليين بدون العادة السرية، لكن هذا للأسف صعب جداً بالنسبة لي.

تصفحت العديد من المواقع الطبية الإنجليزية، والخلاصة التي خرجت بها أنني أعاني من تعب في الجهاز العصبي بسبب إسرافي في العادة السرية، فهل هذا صحيح؟ وإن كان صحيحاً، فكيف يمكنني تعويض جسدي ما خسر؟ أعتذر على الإطالة، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yosef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا.

نعم، يمكن لمثل هذه الممارسة وبهذه الكثافة أن ترهقك، مما يفسر بعض الأعراض من التعب وغيره، وقد تأخذ هذه الأعراض بعض الوقت حتى تخفّ، كما أنها أخذت بعض الوقت حتى ظهرت، ولا شك أيضاً أن هذه الأعراض ليست مستقلة تماماً عن بعض الأمور الأخرى، كنمط الحياة التي تعيشه، من أنشطة مختلفة، ونظام النوم والاستيقاظ، وحميتك الغذائية، وما تأكله وكيف تأكله ومع من، فربما هذه فرصة مناسبة لك لتعيد ترتيب أولويات حياتك.

وما يقلقني أكثر ليس كمية ممارستك السابقة للعادة السرية، والتي خففت منها الآن، وإنما ما يرافق هذه الممارسة من إضاعة الكثير من الوقت في التفكير في الأمور الجنسية، وما يصاحبها، مما يثير عندك مثل هذه الشهوة الجنسية.

إن من طبيعة الغريزة الجنسية أنها كلما أشبعتها وصببت عليها الزيت كلما ازدادت شدة واستعارا وضغطا على صاحبها للمزيد والمزيد فلا تنتهي!

ربما يصعب عليك أن لا تفكر في المثيرات الجنسية، والأسهل منه أن تصرف انتباهك وتفكيرك إلى الأمور الأخرى البديلة، فعندما تتوقف أو تخفف من الأفكار الجنسية وتوابعها، فماذا ستفعل في كل هذا الوقت؟ وهنا يكمن سرّ القدرة على تجاوز ما أنت فيه، فلا بد لك حتى تنجح في التخفيف من الممارسة الجنسية أن تضع لنفسك جدولاً بالنشاطات البديلة، وأن تبدأ بها فعلا، وبعد وقت قصير ستجد نفسك أكثر قدرة على التركيز، وتشعر بالراحة الجسدية والنفسية، بل ستجد نفسك أكثر قدرة على العمل والعطاء والإنجاز، وما هو إلا وقت قصير حتى تجد نفسك مجدداً بين المتفوقين كما كنت في الماضي القريب.

ولا شك أن جزءاً من هذا الوقت البديل يجب أن يكون في العبادة وتقوية الصلة بالله تعالى، وفي أعمال البرّ الكثيرة والتي لا تحصى، مما يمكن أن يفيدك أو يفيد غيرك ممن يحتاج للمساعدة، وما أكثر أبواب مثل هذه الأعمال الخيّرة.

حماك الله وعافاك ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً