الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع أن أرفض طلبا للآخرين فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة وهي: فيّ طيبة زائدة بكثرة, يعني زائدة بطريقة لا استحملها, يعني مثلا في العمل لو يطلب مني شخص آسيوي شيئا - والشيء هذا في الأساس ليس من شغلي, وأقدر أن ارفضه, ولا أحد يلومني - أقول طيب وحاضر على طول، وإذا أقفلت الجوال معه أجلس وأحرق نفسي, وأغضب لأني قبلت بهذا الأمر.

تركت عملي الأول لأني لا أعرف أن أقول لهم لا, كلما كلفوني بعمل قلت طيب, وأنا رافض له في داخلي, والآن أنا في عمل ثان, وسأتركه نهاية الشهر لهذا السبب.

أريد أن أكون مثل أصدقائي الذين إذا كلفوا بعمل ليس من عملهم قالوا لا بكل بساطة, وأيضا في حياتي اليومية إذا أحد طلب مني شيئا لا أقدر أن أقول لا, وأعمل الشيء الذي يريده حتى لو لم أكن أرغب بالقيام به.

أتمنى أن تكونوا فهمتم حالتي, وأتمنى أن يكون هناك تشخيصا لحالتي, وهل لي علاج؟

وشكرا لك, وآسف على إزعاجك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ احمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك يا أحمد على السؤال.

المشكلة معروفة، واطمئن لأن لها علاجا، فالحالة هي ضعف قدرة الشخص على قول كلمة "لا" أو الكلمات المشابهة لها، والغالب أن هذا الشخص يعتقد مخطئا أنه إن اعتذر فهو يؤذي الشخص الذي طلب، وليس هذا بالضرورة، أو أنه إن اعتذر فإن الناس سيأخذون عنه انطباعا غير حسن.

نعم ذكرت لك أن هناك علاجا، وهذا العلاج لا يصدر من غيرك، وإنما من نفسك، بأن تسعى لتغيير هذا النمط من السلوك ومن التعامل, حاول أن تعتذر مرة واحدة، والاعتذار الثاني سيكون أسهل بكثير.

ومما يعينك عمليا أن تتدرب على بعض العبارات والجمل التي يمكنك استعمالها عندما تريد الاعتذار، ومن مثل هذه العبارات:

"لا، عفوا".

"لا، عفوا لا أستطيع".

"كنت أحب أن أخدمك، إلا أني لا أستطيع الآن".

"كنت أحب أن أخدمك، إلا أني لا أستطيع الآن، لأن عندي بعض الواجبات وعلي القيام بها".

"معذرة صعب جدا الآن، وربما في مرة قادمة".

نعم يا أحمد تعلم أن تتدرب على مثل هذه العبارات لأنك ستحتاجها بين الحين والآخر، فليس من المعقول أن تقبل كل طلب، وأن لا تستطيع الاعتذار، وكما تدرك بضرر هذا وبحجم معاناتك، حيث تركت العمل السابق، وعلى وشك ترك عملك الحالي، فهذا غير مقبول، وفيه ظلم كبير لك، ولكن لا تتوقع التغيير أو العلاج أن يأتي من قبل الناس الآخرين، وإنما لابد أن يأتي من نفسك، والله تعالى يقول "إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم".

هيا جرّب مرّة واحدة الاعتذار، وستلاحظ وبسرعة أن هذا لن يحدث أزمة بينك وبين الآخرين، بل على العكس قد يأتي لك بالمزيد من الاحترام والتقدير كونك واثق من نفسك، وتستطيع أن تقول "لا".

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا أم يوسف

    انا اعاني من نفس المشكلة وعجبني العلاج وسأحاول تطبيقه بحول الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً