الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بضيق فى الصدر وأخاف الموت وأتوقعة كل يوم ومتشائمة.. ما علاج هذه الأعراض؟

السؤال

أنا فتاة من مصر متزوجة, عمري 25 سنة, لدي ابن, وأنا سعيدة والحمد لله, وأنا مقيمة منذ أربعة شهور في السعودية, ومنذ حوالي أسبوعين راودني حلم غريب أن جدتي خرجت من الحمام مغمضة العينين, وهي تمشي كأنها نائمة, وتريد لمسي, وأنا أقرأ عليها آخر سورة الفجر, وقمت وأطرافي باردة, وقلبي لا أحس به, وعدت أصلي وأدعو, وكان يوم جمعة, ومنذ ذلك الحين وأنا أتوقع موتي كل لحظة, وأحس بأعراض تنميل في أطرافي وظهري, مع أنها - والحمد الله – اختفت, وأنا ما زلت أحس بضيق في صدري, واختناقٍ, وخاصة في الليل, وحياتي الزوجية أصبحت غير سعيدة, وعلاقتي مع زوجي مضطربة؛ لأني أحس أني سأموت, وأن هذه آخر اللحظات, وأي لحظة حلوة أحس أنها وداع, وقرأت من مواقع على النت أن الإنسان يحس بوفاته قبل أربعين يومًا, هل هذا صحيح؟

والدورة الشهرية عندي متأخرة خمسة أيام, ولا يوجد حمل؛ لأني كشفت, فهل هذا من أعراضه أم أنها متأخرة بسبب التوتر, كما قال لي الطبيب.

أرجو التوضيح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فالذي حدث لك مع هذا الحلم هو نوع من الفزع الليلي، والفزع الليلي الذي حدث لك نسميه بنوبة الهلع أو بنوبة هرع، وهي تأتي أحيانًا دون أي مقدمات، أو ربما تكون مرتبطة بشيء من القلق, أو الإجهاد النفسي والجسدي أثناء النهار.

وأعراض التنميل في الأطراف, والخوف, والضيق في الصدر, وكذلك الخنقة أثناء الليل، لا شك أنها كلها أعراض قلقية, وأنت قد عبرت عن هذا بوضوح شديد.

لا تحاولي أبدًا أن تدخلي في تأويلات وتفسيرات خاطئة لحالة الفزع الليلي الذي أتاك، فهذه أشياء تحدث كثيرًا للناس، وأن يحس الإنسان بوفاته قبل أربعين يومًا هذا بالطبع كلام ليس صحيحًا، فالأعمار بيد الله, ولا أحد يعرف يوم موته، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (خمس لا يعلمهنَّ إلا الله), ثم تلا قوله تعالى: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفسٌ ماذا تكسب غدًا وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت}, فأرجو أن تصرفي مثل هذا التفكير من خلدك تمامًا.

الدورة الشهرية أحيانًا قد يكون القلق النفسي سببًا في اضطرابها بعض الشيء، لكن لا نستطيع أن نقول: إن هذا هو السبب الجوهري أو الأساسي, فراقبي الأمور, وإذا لم تأتك الدورة فأعتقد أنه من الأفضل أن تراجعي طبيبتك مرة أخرى.

إذن الحالة نعتبرها حالة قلقية، نوبة هرع وفزع حدثت لك، أرجو ألا تؤوّلي الأمور تأويلات مزعجة لك، واستعيذي بالله من شر الأحلام, واسألي الله خيرها، ولا تحكي عنها، واتفلي عن يسارك ثلاث مرات، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم.

إذا استطعت أن تقابلي طبيبًا نفسيًا فهذا جيد، وإن لم تستطيعي فتعاملي مع الأمر من خلال التجاهل، فأنت لديك أشياء جيدة وطيبة في حياتك، وهذا دائمًا يجب أن تتذكريه، املئي فراغك بما هو مفيد، وعليك بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن، وهنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء مفيدة وجيدة في مثل هذه الحالات، وإليك بعض الاستشارات السابقة التي تبين كيفية تطبيق هذه التمارين (2136015).

إذا لم تتمكني من الذهاب إلى الطبيب النفسي فتشاوري مع زوجك الكريم ووضحي له أننا قد فصَّلنا لك الحالة التي تعانين منها، ومن الواضح أن هذا الاضطراب القلقي لا زال يسيطر عليك، وهنا تناول أحد الأدوية المضادة للقلق والمخاوف سوف يكون مفيدًا، وهنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس), ويعرف علميًا باسم (إستالوبرام), وهو يعتبر من الأدوية الجيدة جدًّا، وهو غير إدماني, وغير تعودي, ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، و الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة مليجرامات – يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك ترفع إلى حبة واحدة – أي عشرة مليجرامات – يتم تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى نصف حبة – أي خمسة مليجرامات – لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول هذا الدواء.

إذن: هذا هو الذي أنصحك به، وأؤكد لك أن الحالة بسيطة، وإن شاء الله تعالى سوف تزول، وأرجو أن تتبعي الخطوات الإرشادية التي ذكرناها لك.

نسأل الله لك الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً