الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما العلاقة بين الأدوية النفسية وضعف الانتصاب وسرعة القذف؟

السؤال

السلام عليكم.

الحقيقة أنه منذ حوالي السنتين شاهدت تغيرًا ملحوظًا في صحتي الجنسية؛ حيث إني لم أعد أحتلم إلا نادرًا, أي بمعدل مرة كل أسبوعين, أو حتى ثلاث أسابيع, بل قد يمر الشهر من غير احتلام, كما أن الرغبة الجنسية قد قلت كثيرًا, حتى أنه قد تمر الشهور دون انتصاب, أو حتى التفكير بالجنس, مع العلم أني شخص غير متزوج, كما أنني عندما أحاول متعمدًا إثارة نفسي لأختبر نفسي فيحدث انتصاب, ولكنه ضعيف.

بالنسبة للقدف: يحدث قدف, ولكنه بسرعة, أرجو الإجابة عن سؤالي, وهل هذه الأمر طبيعي أم لا؟ مع العلم أن هذه الأعراض حدثت معي منذ أن بدأت بتعاطي بعض أدوية الوسواس القهري الدي أنا مصاب به؟ وهذه الأدوية هي: (prozack), و(zyprixa), فهل لهذه الأدوية علاقة؟ فقد سألت الطبيب النفسي وقال: لا, كما أني مؤخرًا تعرضت لعدة مشاكل دامت طويلاً, وكادت تؤدي لقتلي, كما أن رغبتي في متع الحياة الأخرى قد قلت, أضف إلى ذلك أني مصاب بالمس, أي أن هناك جنيًا يتلبسني!

- ما هو تشخيص حالتي من الناحية الجنسية؟

- وهل أحتاج لمراجعة طبيب مختص في هذه الناحية؟

- وهل هذه الأعراض الجنسية خطيرة أم لا؟

- وهل تشكل خطرًا على مستقبل صحتي الجنسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بالطبع قد يكون للعامل النفسي تأثير كبير على الجانب الجنسي, وكذلك تناول الأدوية النفسية التي ذكرتها تؤثر سلبًا على الصحة الجنسية, وللاطمئنان أكثر سأوضح لك تحاليل محددة لاستبعاد الجانب العضوي, وهي:

- prolactin
- testosterone

ومرحبًا بك للتواصل معنا لتوضيح أي تساؤلات.

والله الموفق.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة المستشار/ د. إبراهيم زهران أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة
وتليه إجابة المستشار/ د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
++++++++++++++++++++++++++++++

فإن بعض الأدوية النفسية لها تأثيرات سلبية على الأداء الجنسي، وكثير من الأدوية النفسية لها آثار إيجابية على الأداء الجنسي، وبالنسبة للأداء السلبي فبعض الأدوية قد تضعف الرغبة، وقد تُخل قليلاً بالقذف – غالبًا تؤخره – وقد تُضعف أيضًا الأداء الجنسي، وقد تلاحظ أن الذين يشغلون أنفسهم بهذا الموضوع أكثر من اللزوم – أي العلاقة بين الأدوية النفسية والأداء الجنسي – هنا يصير العامل النفسي أيضًا عاملاً إضافيًا يؤثر على الأداء الجنسي.

ما ذكرته من أعراض انتابتك: كقلة الاحتلام, وضعف الانتصاب نسبيًا هو ناتج من الأدوية التي تتناولها، لكني أؤكد لك أن هذه التأثيرات ليست تأثيرات عضوية مباشرة، وهذه الأدوية – أي الأدوية النفسية – تعمل على بعض المكونات الخاصة بالجهاز العصبي - خاصة ما يعرف بالموصلات العصبية - ومن أهمها: السيروتونين, وكذلك الدوبامين, والبرولاكتين – هرمون الحليب – من خلال التأثير على هذه المكونات قد يحدث نفس الأعراض التي تشتكي منها.

نصيحتي لك هي: لا تشغل نفسك بهذا الموضوع كثيرًا؛ لأن الانشغال النفسي يولد قلقًا زائدًا, وهذا يُضعف الأداء الجنسي أو الرغبة الجنسية، والفحوصات التي نصحك بها الطبيب سوف تكون حاسمة جدًّا، وأتوقع أنها طبيعية.

أنصحك بأن تتواصل مع طبيبك النفسي، وفي ذات الوقت لا تشغل نفسك أبدًا بهذا الأمر – كما ذكرت لك – وأقدم على الزواج دون أي تردد، فالزواج - إن شاء الله تعالى – فيه خير كثير لك، مع أن اللقاء مع الزوجة في حد ذاته يعتبر من أكبر المثيرات الجنسية، وهذا - إن شاء الله تعالى – يجعلك تتخطى كل هذه العقبات والصعوبات.

بالنسبة لإصابتك بالمسِّ: أرجو أن تتحقق حول هذا الموضوع؛ لأن هناك الكثير من اللغط والأفكار الخاطئة، والذي أنصحك به هو أن تذهب لأحد الشيوخ الرقاة، وأقصد بذلك أن يكون الشيخ يمارس الرقية على الكتاب والسنة، وأرجو ألا تقع أبدًا في يد أحد المشعوذين، وفي نهاية الأمر كن حريصًا على صلاتك وصيامك وزكاتك وتلاوة القرآن والدعاء والذكر، واسأل الله أن يحفظك، وهذا - إن شاء الله تعالى – يُبطل كل سحرٍ, وكل عينٍ, وكل مسٍّ.

أود أن أنبه أن الاعتقاد الخاطئ حول موضوع المس، هو في حد ذاته يمثل علة ونقصًا نفسيًا كبيرًا جدًّا، ونحن لا نريد الناس أن تعيش تحت الأوهام، فالإسلام واضح, والدين واضح، والعباد في حفظ الله تعالى.

أؤكد لك مرة أخرى أن حالتك بسيطة، ولا توجد أي خطورة، وليس هناك تأثير سلبي -إن شاء الله تعالى – على صحتك الجنسية أو الجسدية أو النفسية.

المتابعة مع الطبيب دائمًا هي من أفضل الوسائل الجيدة في المتابعة الطبية، وهي -بلا شك - سوف تطمئنك كثيرًا.

ما ذكره لك الطبيب من أن الأدوية لم تؤثر عليك وما ذكرته أنا أرجو ألا تفهمه أن هذا تناقض بيننا، نحن متفقون، وأنا أعلم أن الطبيب يعرف تمامًا أن الأدوية قد يكون لها أثر بسيط, لكنه أحب ألا يزعجك بذلك، فأرجو أن تعرف أن الأثر الموجود هو أثر بسيط وضئيل، وأن الجانب النفسي قد يلعب دورًا كبيرًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً