الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استأصلت أكياسًا على المبيض وأخاف عودتها فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أجريت عملية جراحية لإزالة أكياس كبيرة على المبايض: اثنان على المبيض الأيسر - 15 سم و17 سم - مما أدى إلى (displacement of the uturus), وإزالة المبيض الأيسر, وكيس على المبيض الأيمن - 7 سم - مع الإبقاء على المبيض الأيمن معافىً -والحمد لله -, والبويضات سليمة, وبعد زرع الأكياس تبين أن الأكياس سليمة, ولا توجد فيها أي أورام, أو خلايا سرطانية, والطبيب توقع أن تكون هذه الأكياس خلقية, أو قديمة جدًّا, ولا زلت خائفة جدًّا من ظهور الأكياس مجددًا, وإزالة المبيض الأيمن, وعدم الإنجاب, خصوصًا وأنا مقبلة على الزواج.

وإن دورتي الشهرية الآن غير منتظمة, تتأخر أسبوعين, فهل عدم انتظام الدورة الشهرية له علاقة بالعملية وكثرة الأدوية وأدوية الالتهاب التي تناولتها قبل وبعد الجراحة أم أن هناك احتمالاً بوجود مشاكل جديدة؟

عذرًا على الإطالة, وشكرًا للرد السريع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rim حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

الحمد لله على سلامتك, ونسأله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائمًا.

ومن خلال ما جاء في رسالتك, فيبدو بأن الأكياس التي تم استئصالها من المبيضين عندك, هي من نوع يسمى باللغة العربية الطبية (الأكياس المبيضية العجائبية), أو ديرموئيد, (dermoid cysts).

وهذه الأكياس تحتوي على أنسجة متعددة ذات منشأ جنيني, مثل: الدهون, والشعر والأسنان, وغيرها؛ ولذلك سميت بالعجائبية لغرابة شكلها ومحتوياتها, وهذه الأنسجة توضعت داخل المبيض خلال الحياة الجنينية, ثم تكاثرت وشكلت أكياسًا مبيضية فيما بعد بهذا الشكل العجيب.

وفي حوالي 80% من هذه الحالات, فإن هذه الأكياس تبدأ بالنشاط والنمو في سن النشاط التناسلي, أي تظهر في العمر الذي ينشط فيه المبيض, وخاصة في فترة الثلاثينيات من عمر المرأة, وهي عادة تحدث في مبيض واحد, لكن قد تكون ثنائية الجانب فتصيب المبيضين في 10% من الحالات - وهذا ما حدث عندك -.

إن هذه الأكياس - ورغم أنها سليمة وليست سرطانًا - إلا أنه يجب عدم تركها, بل يجب أن تستأصل عند تشخيصها؛ لأنها ستكبر أكثر, وقد تلتف حول نفسها, فتؤدي إلى انقطاع التروية عن المبيض وتميته - لا قدر الله -.

الحالة سليمة كما قلت, ولا تتحول إلى سرطان, إلا في حالات نادرة جدًّا, وبنسبة أقل من 2%,وهذا في حال تركت ولم تعالج.

وإن وجود مبيض واحد هو كاف من أجل الحمل والإنجاب مستقبلاً إن شاء الله, ولا داعي للقلق, وهذه الأكياس عادة لا تعود ثانية في حال تم استئصالها كاملة.

أما بالنسبة الدورة الشهرية: فإن كانت منتظمة قبل العملية, ثم أصبحت بعد العملية غير منتظمة, فهذا يكون بسبب التوتر والتأثير النفسي للجراحة عليك, وأيضًا قد يكون للأدوية والمضادات الحيوية دور في ذلك, وأما العملية نفسها وإزالة الأكياس, فهي لا تسبب اضطرابًا في الدورة, ولا تؤثر على الهرمونات.

إذا كانت الدورة مضطربة حتى قبل استئصال الأكياس, فهذا يعني وجود مشكلة أو اضطراب هرموني قديم لا علاقة له بالأكياس, وكان من الواجب عمل الاستقصاءات والتحاليل قبل العملية لمعرفة السبب.

أنصحك بالانتظار لفترة 3 أشهر بعد العملية, وتسجيل تواريخ الدورة الشهرية بدقة, فإن انتظمت ثانية, فهذا هو المطلوب, وإن لم تنتظم فيجب عمل بعض التحاليل الهرمونية الأساسية لمحاولة معرفة السبب, ومن ثم علاجه - بإذن الله -.

نسأل الله العلي القدير أن يمتعك دائمًا بالصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً