الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الرهاب ولاسيما الرهاب من الطرق المزدحمة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوج ولدي أبناء, بعد ممارسة الرياضة -منذ حوالي سنة- اعترتني نوبة من سرعة دقات القلب, وعدم التركيز عند الإشارات الضوئية في المسار الوسط؛ مما سبب لي عدم الصبر عند الإشارات الضوئية التي تشكل لدي عرقلة كبيرة, وسرعة في دقات القلب, وشعورا بأني محشور ومقيد, خصوصا في الجهة اليسرى من الطريق أو الوسط, حيث أشعر أني مقيد ولا أود التكلم.

حاولت مواجهة نفسي والسيطرة على الخوف بتعريض نفسي للإشارات والطرق لكن دون تحسن كبير, وأيضا بصلاة الجماعة, أفضِّل الصلاة في الصف الخلفي, وأشعر بتوتر كبير, وخفقان سريع, وعدم تركيز في الركعة الأخيرة.

الخلاصة: الإشارات الضوئية, صلاة الجماعة, الطرق السريعة تقلقني كثيرا, خصوصا إذا كنت بصحبة أحد, والعكس صحيح, حيث أرغب بالوقوف بين فترة وأخرى, ولكني لا أتوقف وأصارع نفسي, ولا أظهر ذلك لأحد حتى لزوجتي.

ما الحل برأيكم دون استخدام الأدوية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.
إن ما وصفت ينطبق تماما على حالة معروفة, الرهاب أو الخوف من موقف أو حالة معينة، وأحيانا نسميها رهاب الأماكن العامة، والشكل الشائع هو رهبة الأسواق الكبيرة المزدحمة، وهناك حالة الرهاب من كون الشخص يقود السيارة, وخاصة عند الإشارات الضوئية المزدحمة بالذات، أو كونه وسط الطريق محاطا بالسيارات من الجانبين, ويشعر الشخص وهو في هذا الموقف بالكثير من الأعراض الجسدية المشابهة لما ذكرت في سؤالك، كالارتعاش والتعرق وتسرع ضربات القلب، وربما حسّ الدوخان وعدم القدرة على التركيز، ويشعر وكأنه سيغمى عليه.

وقد يبدأ الشخص يطوّر بعض الأساليب أو السلوكيات ليتكيّف مع هذا الحال, فيبدأ مثلا بتجنب الطرق المزدحمة بالسيارات، أو الطرق السريعة، وكذلك الإشارات الضوئية المزدحمة أو التي يطول الانتظار عندها، وقد يبتعد كليا عن مركز المدينة... أو يحاول كلما أتته نوبة الذعر هذه في بعض الطرق أن يوقف السيارة؛ ليرتاح قليلا ويلتقط أنفاسه، ومن ثم يعاود الطريق. وقد يحاول دوما أن يوجد معه في السيارة شخصا ما كي يقوم بالإسعاف المطلوب إذا ما حصل شيء، وقد يجد صعوبة كبيرة من ركوب السيارة منفردا.

هذه الحالة من رهاب الطرق ونوبات الذعر معروفة، وهي ليست بالنادرة إلا أن كثيرا من المصابين بها لا يتكلمون عنها خشية أن لا يفهمهم الآخرون.

اطمئن فإن أفضل علاج لهذه الحالة ليس العلاج الدوائي، طالما أنك لا ترغب بالدواء، وإنما العلاج المعرفي السلوكي، وإن كانت الأدوية تفيد بعض الأحيان من باب تهدئة الشخص، إلا أن العلاج الرئيس والأكثر فعالية هو العلاج السلوكي والمترافق بالتدريب على الاسترخاء, والأفضل أن يشرف على هذا العلاج أحد الأخصائيين النفسيين والمتدرب على استعمال العلاج السلوكي.

ومبدأ العلاج هو تعريض الشخص المصاب لهذه الحالات والمواقف التي ترعبه ويحاول تجنبها، وأثناء تعريضه لهذه المواقف كأن يكون وسط المدينة في وقت شدة الزحام، ومن ثم محاولة الاسترخاء حتى تذهب أعراض الذعر أو الرهاب، ويستنتج الشخص أو يتعلم من جديد بأن هذه الحالات والمواقف بالرغم من أنها مزعجة إلا أنها غير مؤذية، وأنه لن يحصل له ما كان يخافه، وأن هذه الأماكن آمنة تماما, وطبعا لن يحصل هذا التعلم من المحاولة الأولى، وإنما يضطر لتكراره عدة مرات حتى يطمئن تماما، ولا يخاف من هذه الأماكن والمواقف.

ولا شك أن القراءة والاطلاع عن طبيعة حالات الرهاب وأعراضه وعلاجاته يفيد المصاب كثيرا، وبحيث يفهم طبيعة هذه المشكلة النفسية, ويمكنك إن أحببت في قطر أن تراجع بعض المراكز العلاجية المتخصصة الحكومية أو الخاصة.

وفقك الله وكتب لك الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً