الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف من المستقبل، وتفكير سلبي، ووسواس قهري.. أفيدوني وساعدوني

السؤال

السلام عليكم

أعاني من خوف من المستقبل، والتفكير السلبي، والوسواس القهري، والخوف من كل شيء، ودائما أفكر وأتخيل الماضي، فما الحل؟

علما أني ذهبت لدكتور وصرف لي سبروكسات سي ار 25 قبل ثلاثة أيام، ودائما أحلل شخصيات العالم، ودائما أتكلم بكثرة، وعندما أقابل أحدا لا أدري ماذا أقول؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالإنسان يجب أن ينظر إلى الماضي بشيء من العبرة والحكمة، وينظر إلى الحاضر بقوة، وينظر إلى المستقبل بأمل ورجاء، هذه هي الأسس الثلاثة التي يجب أن يتعامل من خلالها الإنسان على كيفية إدارة دورته الحياتية، والمستقبل بيد الله، والأمر كله بيد الله.

هذه قناعات يجب أن تكون صلبة وواضحة وقوية، وتأخذ بالأسباب، فالمستقبل يتطلب الإعداد، الإنسان يسلح نفسه بسلاح العلم، بسلاح الدين، يكتسب المهارات، يكون واقعيًا في تفكيره، يكوّن أسرة... وهكذا.

وإذا كان هنالك درجة معقولة من القلق والخوف من المستقبل فهذه مطلوبة، لأنه بدونها الإنسان لا يتحرك، والذي لا يخاف لا يحمي نفسه ولا يرتب أموره، والذي لا يقلق ليس له فعالية أو اندفاعية إيجابية، والذي لا يوسوس قليلاً لا يكون منضبطًا.

فأنت تتكلم عن ظواهر طبيعية جدًّا بل هي مطلوبة، لكن في حالتك ازدادت قليلاً، ازداد لديك القلق والخوف وأصبحت هنالك نوع من الوسوسة، فكر في الأمور على هذا النسق الذي ذكرته لك، وفي ذات الوقت يجب أن تركز على دراستك، تزود بسلاح العلم، وكن لك أصدقاء جيدين من الصالحين، الخوف من المستقبل دائمًا نتغلب عليه من خلال العزيمة والإصرار والكد والاجتهاد في أن تتحصل على العلم ونقوي أنفسنا بنور الإيمان.

بر الوالدين اتضح من الناحية السلوكية أنه يمثل قيمة عظيمة جدًّا للاستقرار من الناحية النفسية، فوددت أن أذكرك بذلك.

أنت ذهبت إلى الطبيب ووصف لك الزيروكسات، والزيروكسات دواء جيد، وأنا حقيقة في حالتك لا أريدك أن تستمر على هذه الأدوية لفترة طويلة، 12 مليجرام من الزيروكسات SR كافية، الآن رُفعت الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا، والمدة قصيرة حقيقة، فهذا الدواء يتطلب وقتا، وأنا أتصور أنك في ظرف أسبوعين أو ثلاثة سوف تحس بفائدة الدواء.

بعد ذلك اتبع التعليمات الطبية التي ذكرها لك الطبيب في كيفية الاستمرار ثم التوقف عن الدواء، لكن ما ذكرتُه لك من معلومات ومن إرشادات يجب أن تأخذ بها، وأود أن ضيف عليها أيضًا: الحرص على تطبيق تمارين الاسترخاء، فإذا كان الطبيب قد أرشدك إليها وكيفية تطبيقها فهذا جيد وحسن، وإن لم يحدث ذلك فهناك استشارة سابقة لدينا تحت الرقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتتطبق هذه التمارين.

دراسات كثيرة جدًّا أشارت أن القلق والخوف والوساوس يمكن أن تخففها تمارين الاسترخاء الصحيحة بنسبة ستين بالمائة، فتمارين الاسترخاء لوحدها يمكن أن تخفف الخوف والقلق بهذه النسبة المئوية العالية، فكن حريصًا على ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً