الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا كانت الفتاة لا تريد خطيبها، فهل يجوز لي خطبتها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي حول موضوع خطبة فتاة: كنت قد نويت خطبة فتاة (ابنة خالي) وعلمت أنها مخطوبة، ولكن علمت من جدتي وأمي أنها لا تريده, ولكن وافقت عليه للهروب من مشاكل منزلهم، حيث إنهم يمنعونها عن العمل وأي شيء آخر, وقد أخبرتني جدتي أنها كانت تأمل أن أخطبها أنا.

فهل يجوز لي خطبتها ويبقى القرار الأخير لها في الاختيار؟ أم يعتبر ذلك مكروها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..

نرحب بك ابننا الكريم في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونسأله تبارك وتعالى أن يفقهنا جميعًا في الدين، وقد أحسنت؛ فإن الفتاة إذا خُطبت للشاب وتمت الخطبة لا يجوز لإنسان آخر أن يخطبها، قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه) لأن هذا الأمر يجلب العداوات, ويجلب البغضاء, ويجلب الكراهية, ويجلب النفور بين الناس، فلا يجوز للإنسان أن يخطب على خطبة أخيه حتى يأذن أو يدع، حتى يأذن له بذلك، أو يترك خطبته للفتاة، وعند ذلك يستطيع الخاطب الثاني أن يتقدم.

إذا كان الأمر كما ذكرت فلا يجوز لأهل الفتاة أن يجبروها على شاب لا تريده، فمن حقها أن تختار الاختيار الذي تريده، ولا ننصح أي فتاة تحاول الخروج والهروب من بيت أهلها لمثل هذه الأسباب، لأنها تكون كما قال الشاعر: (كالمستجير من الرمضاء بالنار) والعلاقة بين الزوجين مشوارها طويل, ولا تصلح فيها المجاملات، فعليك أن تنصح لهذه الفتاة – بنت الخال – وعليك أن تنصح لذلك الشاب إذا كنت على صلة به ومعرفة، فإذا تبيّن له أن الفتاة لا تريده فمن المصلحة له ولها أن يبتعد عنها، المهم أنه لا يجوز لك أنت أن تتقدم لخطبتها، إلا إذا خرجت من خطبة الأول، ولا ترضى الشريعة لك أن تكون أنت السبب في ذلك.

فإذن الإنسان لا يخطب على خطبة أخيه حتى يأذن أو يدع، كذلك أيضًا لا يجوز لإنسان أن يخبب امرأة على زوجها بأن يحرضها على تركه أو على رفضه. أما إذا جاء الرفض منها, أو منه فمن حقك أن تتقدم بعد ذلك لخطبتها وللزواج بها، ومعلوم أن الخالة بمنزلة رفيعة، وبنت الخالة كذلك في منزلة رفيعة بالنسبة للإنسان.

فالواجب أن المسلم لا يجوز له أن يخطب على خطبة أخيه، لكن إذا ترك أو أذن لك في أن تخطب أو تترك تلك الخطبة, أو فشلت تلك الخطبة لأي سبب من الأسباب فعند ذلك تستطيع أنت, ويستطيع أي إنسان أن يتقدم رسميًّا ليطلب يد الفتاة بعد أن أصبحت غير مرتبطة بشاب أو بإنسان، ويبقى لها القرار الأخير، لأن الشرع أصلاً لا يرضى أن يتقدم الخاطب الثاني بعد أن خطب الأول، خاصة إذا أُعطي الموافقة، أما إذا كان مجرد كلام –هذا تكلم وهذا تكلم– فعند ذلك يكون لها القرار الأخير، عند ذلك عليها أن تستخير، عند ذلك عليها أن تستشير، ثم تختار أحد الخاطبين ولا حرج في ذلك.

أما إذا أعطينا من خطب كلمة فالناس عند شروطهم وعند كلمتهم، لا يجوز لهم أن يغيروها إلا إذا حصلت مشاكل لا علاقة لك بها, ولم تتم هذه الخطبة، فعند ذلك تستطيع أنت, ويستطيع الآخرون أن يتقدموا لخطبة أي فتاة بعد أن تخرج من خطبة خطيبها الأول.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يفقهنا وإياك في الدين، وأن يلهمنا السداد والرشاد، وأن يعين الآباء على فهم احتياجات أبنائهم وبناتهم، فإنه لا يجوز للأسرة أن تُكره فتاتها -أو ولدها- كما لا يجوز للفتاة وللفتى أن يستهين بالحياة الزوجية فيبنيها على غير أسس، أو تحاول الفتاة أن تخرج من بيت أهلها ولو إلى أي مكان دون أن تنظر إلى دين الخاطب وحاله وأخلاقه.

وصيتنا للجميع بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير حيث كان ثم يرضيكما به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً