الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتخيل أن الفطريات المسببة للأمراض في كل مكان!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الوسواس القهري من المرض، وقد بدأت وساوسي عندما قرأت عن أمراضٍ تُصيب فروة الرأس تؤدي إلى سقوطه الدائم، فأصبحت أتخيل بأن الفطريات المسببة للمرض في كل مكان! فلم أعد أمارس حياتي بشكل طبيعي، وأصبحت أغسل يدي بعد أن ألمس أي شيء، وأفكر طوال الوقت بهذه الفطريات بأني نقلتها من مكانٍ إلى آخر (السرير -المنشفة- ملابسي- أدواتي - جوالي) وأيضاً لا أستطيع مصافحة الناس.

لا أستطيع أن ألمس شعري وأن أسرحه بطريقةٍ طبيعية؛ خوفاً أن أنقل له الفطريات المسببة للمرض، وأيضا أخاف من سجاد المساجد أو أي سجاد في مكان عام.

أفيدوني -جزاكم الله خيراً- ما العمل؟ علماً أنني لا أريد استعمال الأدوية، ولكن قد أجد لديكم طريقةً تُساعدني على التعامل مع هذه الأفكار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ helpseeker حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

هذه وساوس قهرية واضحة، وهي نوع من المخاوف الوسواسية تُعالج سلوكياً من خلال تحقير الفكرة تحقيراً تاماً، والتعرض لمصدر الخوف والوسواس، وهذا يعني أن تلمسي سجاد المسجد أو أي سجاد آخر ولا تغسلي يديك أبداً.. كرري هذا التمرين عشر مرات متتالية، ويجب أن تلمسي الشعر أيضاً، وفي نفس الوقت حقري فكرة الخوف من الفطريات والجراثيم؛ لأن هذه هي الطريقة الصحيحة والطريقة المجربة والناجحة، وربما تستغربين أننا لم نضف شيئاً جديداً، لكن حقيقةً هذا هو المثبت -أي التحقير لفكرة الخوف من مصدر الوسواس، ومواجهتها، والتعرض لها-.

العلماء يقولون: إن التعريض مع منع الاستجابة هو أفضل طريقة لعلاج الوساوس القهرية، وأفضل أن يساعدك أحد الناس في هذا الأمر، مثلاً يمكن أن تمسك إحدى أخواتك بيدك وتضعها على السجاد، وتمنعك من رفعها لمدة دقيقتين، وبعد ذلك تمنعك من غسلها وهكذا للشعر، هذه الطريقة تساعد أيضا إذا لم يستطع الإنسان أن يقوم بنفسه بتنفيذ هذه التدريبات السلوكية.

تمرين آخر، وهو أن تفكري في هذا الوسواس وتتعمقي فيه، وأثناء التفكير قومي بالضرب على يديك بشدة وقوة على جسم صلب حتى تحسي بالألم، والفكرة هي أن تربطي ما بين الوسواس وما بين استشعار أمر مخالف ومؤلم ومقزز، وفي هذه الحالة هو إيقاع الألم على النفس..هذا التمرين أيضاً يكرر عشر مرات متتالية بمعدل مرتين في اليوم، وكثير من الأبحاث تقول: إن هذه التطبيقات السلوكية إذا طُبقت بقناعةٍ وتغير معرفي وإصرار سوف تنتهي الوساوس خلال أسبوعين إلى ثلاثة.

أما موضوع الأدوية، فلا شك أن الأدوية مهمة، ولكنني بالطبع أقدر وجهة نظرك، والأدوية تُساعد كثيراً في تسهيل التطبيقات السلوكية، وهي تزيد القلق وتطفئ من نار الوساوس، وفعاليتها مثبتة علمياً؛ لأن الوساوس يعتقد علمياً أنها ناتجة جزئية من تغيرات تحدث في كيمياء الدماغ، والكيمياء لا يمكن أن تعدل إلا من خلال الكيمياء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً