الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من انجذاب لبنات جنسي، فما توجيهكم؟

السؤال

بعد التحية.

دكتور أعاني من اضطراب جنسي بداخلي، حيث أني فتاة وأميل للإناث، أعلم بأن ما أشعر به خطأ بالعرف والدين، وبالرغم مما أشعر به من رغبة شديدة للإناث مثلي إلا أنني لا أستطيع أن أتخيل نفسي بعلاقة جنسية مع فتاة.

تعرفت على البعض ولكن بمجرد تخيلي بقيام علاقة معهن أشعر بضيق ولا أعد أرغب بإكمال العلاقة بها، أخاف من ربي كثيراً وأعلم أنه خطأ، ولكني لا أستطع إزاحة الفكرة من بالي، ما زلت أشعر بانجذاب نحوهن ولا أريد أن أضعف وأقوم بما لا أريده، مع العلم أني تعرضت لموقف من صغري بعمر الـ 7 أو 6 سنوات مع ابنة عمتي، فهل لهذا تأثير؟ أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريـم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا النوع من الاضطراب في التفكير الجنسي لا شك أنه مزعج، لكن في ذات الوقت يمكن علاجه، وأتمنى فقط أن تتوفر لديك بالفعل الإرادة والرغبة في التغير.

أنا بدأت بهذه المقولة لأني أعرف أن بعض الذين يعانون من الاضطرابات الجنسية تجدهم يتحدثون عن الرغبة في التغير دون وجود رغبة حقيقية، لكن أنا استشعرت -إن شاء الله تعالى- أنه لديك رغبة حقيقية، ونحن نعيش مع نفحات رمضان الكريم، أعتقد أنها فرصة طيبة جدًّا لك أن تتبدلي وتهزمي هذا الشر.

أولاً: بالنسبة لما حدث لك في عمر السادسة أو السابعة يجب ألا تعيريه اهتمامًا، والتعرض للمواقف السابقة لا نجهل حقيقة أهميته، لكن يجب ألا نعطي هذه الأهمية فوق ما تستحق، فهذه المواقف قد تحدث، وكثير جدًّا من الذين تعرضوا لها عاشوا حياة سوية ومستقيمة، وكان قبولهم لجنسهم ولذاتهم ممتازًا.

ثانيًا: يجب أن تنظري إلى هذا الأمر بغلظة وغلظة شديدة جدًّا وفُحش، هذا مهم، وهذا إن لم يتكون لديك سوف تجدي صعوبة حقيقية في التغير.

ثالثًا: عليك أن تفضحي نفسك لنفسك، وفضح النفس نعني به أيضًا تحسس فظاعة الأمر، وأنه لا يليق بك أبدًا، وأنك بهذه المنهجية وهذا النوع من التفكير تحطمي نفسك تمامًا، وسوف تصبحين لا شيء، لأن الجنس جزء في حياة الإنسان، والإنسان يجب أن يقبل بجنسه، وهذه هي السنن الكونية والفطرية.

رابعًا: هذه الأفكار التي تسيطر عليك -وهي تحمل جانب وسواسي- عليك أن تعتبريها أفكارًا حقيرة، وتصديها، وأرجو أن تربطيها بنوع من التفكير السلوكي والفعل السلوكي المضاد لها والمنفر، مثلاً: وأنت تفكري في هذا التخيل الجنسي نحو فتاة معينة قومي بتذكر ضمة القبر وعذابه، وتأملي في الاثنين مع بعضهما البعض، لكن يجب أن تأخذي الأمور بجدية وعمق ولا تهربي من الموقف. حين تكرري مثل هذا النوع من التفكير وأمثاله سوف تجدي بالفعل فكرة الانجذاب القبيحة لبنات جنسك بدأت في الاضمحلال.

خامسًا: عليك بمرافقة الصالحات من النساء، وانظري إلى أخلاقهنَّ وطباعهنَّ الكريمة.

سادسًا: أنا أريدك أن تفكري وتبني آمال حول بيت الزوجية بالنسبة لك، فكري في زوج المستقبل، الرجل الصالح، الرجل المستقيم، صاحب العلم وصاحب الدين وصاحب الخلق، ابني هذا الخيال، هذا -إن شاء الله تعالى- يساعدك كثيرًا، وكوني جادة في مثل هذا الخيال، وسلي الله تعالى وبدعاء خالص وتيقن بالإجابة أن الله تعالى سوف يرزقك الزوج الصالح وسيرفع عنك هذا الابتلاء.

أنت فيك عوامل خير كثيرة جدًّا، وأعتقد أنك من خلال الاستفادة منها تستطيعي أن تتخلصي من هذا الشعور والفكر الحقير، ويجب أن يتم التعامل معه على هذا الأساس.

أخيرًا: هذه الانجذاب في بعض الأحيان لا يخلو من جانب وسواسي، لذا كثيرًا من الدراسات أشارت أن بعض الأدوية -مثل عقار بروزاك- ربما تخفف من وطأة هذا التفكير وتساعدك للتخلص منه.

عقار بروزاك يسمى علميًا باسم (فلوكستين) وفي المملكة العربية السعودية أيضًا متوفر تحت مسمى تجاري (سلابكس) وجرعته المطلوبة هي كبسولة واحدة، وقوة الكبسولة هي عشرين مليجرامًا، يتم تناولها بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعليها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء. هو مفيد وغير إدماني وغير تعودي ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

بصفة عامة: أرجو أن تجعلي لحياتك معنىً، بأن تكوني أنثى، وألا تكون لك انجذاب منحرف نحو بنات جنسك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، ورزقك الله العفة والعفاف، وجعلك من الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات