الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي خوف وقلق مصحوب بوساوس دينية؛ فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

شهر رمضان مبارك، وجزاكم الله خيرا على مجهوداتكم.

أما بعد: فأنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، منذ أربع سنوات أصبت بنوبات خوف وقلق مصحوبة بوساوس دينية لا تكاد تفتر، هذه الحالة تطورت إلى أن أصبت باختلال الأنية أو الغربة عن الذات، والحقيقة أني لم أذهب إلى أي طبيب، ولكني أعاني من الوسواس الذي يسبب لي الحزن والهم من جهة، وعدم القدرة على الخشوع في الصلوات الليلية، حيث لا أتمكن من عدم التحرك في الصلاة؛ لأني أعتقد أني سأسقط أو أموت (على شكل وسواس) كما أشير إلى أن كل هذه الأعراض تصحبها اضطرابات في الجهاز الهضمي (القولون العصبي)، فقد أجريت عملية استئصال الزائدة الدودية منذ سنتين، وكذلك صعوبة في التنفس، وهذه الأعراض تزداد م بعد صلاة العصر إلى الليل.

أرجو منكم النصيحة وإن كان ممكنا بعض الأدوية، خصوصا أن الحالة في الليل يصحبها تعب ودوار عند أقل مجهود كالمشي بسرعة.

جزاكم الله خيرا، ووفقكم ربكم يوم القيامة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أتفق معك أن الوساوس مؤلمة جداً للنفس، وكثيراً ما تنشأ مع أعراض أخرى مثل اضطراب الأنية، والبعض قد يأتيه خوف، ومعظم الذين يعانون من الوسواس يعانون أيضا من شعور بالكدر، وعسر بالمزاج.

بالنسبة لاضطراب الجهاز الهضمي أو القولون العصبي الذي ذكرته هو أيضا عرض نفسوجسدي، ويكون مصاحبا للوساوس وكلها ترجع للقلق؛ لأن الوساوس في أصلها هي نوع من القلق النفسي.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن لا تهمل الأمر، وأرجو أن تعالج نفسك، وأنا أؤكد لك أن العلاج ممكن جداً، إذا كان هنالك إمكانية أن تذهب إلى الطبيب النفسي فهذا جيد، وإن لم يكن هنالك إمكانية فأقول لك فاستفد من استشاراتنا التي أجبنا فيها على أسئلة مشابهة لسؤالك.

ثانياً: المبادئ الرئيسية للتخلص من الخوف والقلق هي بتجاهلها، والوسواس يجب أن يحقر وأن يقوم الإنسان بفعل ما هو ضده، والوسواس خاصة ذات الطابع الديني يجب أن لا نخضعه للمنطق، إنما نحقره تحقيراً شديداً.

أيها الفاضل الكريم: الأدوية مهمة ومهمة جداً، عقار فلوكستين الذي يعرف باسم بروزاك وله مسميات تجارية أخرى أسأل عنه تحت اسمه العلمي، إن لم تذهب إلى الطبيب النفسي ابدأ بجرعة الفلوكستين بكبسولة واحدة ليلاً، تناولها بعد الأكل لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعلها كبسولتين يومياً، ويمكن أن تتناولها ليلاً أو نهاراً، أو بمعدل كبسولة بالصباح، وكبسولة بالمساء، وكل هذا ممكن، هذه هي الجرعة العلاجية أي (40) مليجراما يومياً كبسولتين، استمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه المدة ليست طويلة أبداً، بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن الدواء.

هنالك علاج آخر مساعد يعرف باسم فلونكسول، واسمه العلمي هو فلوبنتكسول، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، في الصباح بالطبع نعني به وقت السحور؛ إذن هذه هي الأدوية التي أراها مفيدة لك، وهنالك أدوية أخرى كثيرة، المهم ألا تهمل نفسك، أن تبدأ في تناول العلاج، أو أن تذهب إلى الطبيب، وأن تصبر على الدواء؛ لأن الدواء فعاليته غالباً تبدأ بعد أسبوعين إلى ثلاثة، ويجب أن تعرف أن الاستمرار في الجرعة بكل التزام هو سر النجاح للعلاج -إن شاء الله تعالى-.

اصرف انتباهك عن الوسواس بأن تدير وقتك بصورة جيدة، عدد الأنشطة لديك، ركز على دراستك، تواصل اجتماعياً، مارس الرياضة، -هذه إن شاء الله تعالى- تجدد طاقاتك الذهنية والجسدية والنفسية، وتزيل منك أعراض القلق وكذلك القولون العصبي.

بالنسبة لازدياد هذه الأعراض بعد صلاة العصر، فترة العصر كثيراً من الناس يحس فيها بالقلق والملل، وربما يكون هذا هو الرابط وليس أكثر من ذلك، وأنا متأكد أن تطبيق ما ذكرته لك من نصح سوف يفيدك -إن شاء الله تعالى- على النطاق النفسي وكذلك الجسدي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً