الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني ن اضطراب الدورة وظهور شعر على البطن والصدر.

السؤال

السلام عليكم..

عمري 21 سنة, منذ سنة تقريبا بدأت أعاني من ظهور شعر في البطن والصدر, ولكن بدون انقطاع في الدورة الشهرية, وكانت تأتي في مواعيدها المحددة, فقمت بعمل تحليل هرمونات, وسونار على الرحم, والمبيضين, والحمد لله كل شيء كان سليما, ولكن بعدها بـ 5 أشهر بدأت أعاني من اضطراب في الدورة الشهرية, فتارة تكون قبل موعدها بيومين, وتارة تكون بعد موعدها بيومين, فقمت بإجراء التحاليل مرة ثانية فوجدت ارتفاعا في هرمون dhas, والهرمونات الأخرى كانت في الحد الطبيعي.

أجريت الأشعة فوجدت الرحم والمبيضين سليمين والحمد لله, ولكن قالت لي الطبيبة إنك تعانين من تكيس على المبيض, وأعطتني دواء ديان 35, وسيدوفاج, والداكتون, استمريت على العلاج لمدة شهر, ولكن كنت متعبة جدا من هذه الأدوية, فذهبت للأشعة مرة أخرى؛ للتأكد من أن هناك تكيسا على المبايض فلم أجد, وقال لي الطبيب إن نسبة الهرمون ليست مرتفعة إلى حد كبير, وإني أراك طبيعية, وأهم شيء أنه لا يوجد تكيسات على المبيضين.

ولكي أتأكد أكثر قمت بعمل الأشعة للمرة الثالثة, وكانت سليمة أيضا, وقال لي الطبيب إن تأخر الدورة الشهرية ليومين أو ليوم واحد لا يعتبر تأخرا.

أيضا لا أعرف ما هو سبب هذا الشعر الزائد حتى الآن.

ملاحظة: كنت أعاني من ضغوط نفسية كثيرة.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

اضطراب الدورة الشهرية, وظهور الشعر في بعض الأماكن من الجسم مثل البطن والصدر, وأحيانا الشارب والذقن, وارتفاع نسبة هرمون: DHEAS, بالإضافة إلى صرف الطبيب لك دواء سيدوفاج الذي يستخدم في علاج السكر والسمنة, وتحسين عمل الإنسولين الداخلي في الدم, وذلك لزيادة مقاومة الخلايا لعمل الإنسولين؛ كل ذلك يشير إلى احتمال وجود: poly cystic ovary وهي متلازمة تصيب المبايض بسبب زيادة سمك قشرة المبايض, وتحول البويضات إلى حويصلات داخل المبيض.

ومن أعراض هذا المرض:

- اضطراب في الدورة الشهرية, وهذا الاضطراب يأتي على شكل انقطاع, أو تباعد في الدورة, والانقطاع قد يكون أولي, أو ثانوي, معتمدا على درجة الإصابة بالمرض.

- ضعف واضطراب عملية التبويض, وهذا يؤدي إلى تأخر الحمل.

- زيادة في الوزن, حيث يكون معدل كتلة الجسم أكثر من 30, ويجب أن تكون أقل أو في حدود 25, وعادة تكون الزيادة في الوزن متمركزة في الجذع والأطراف.

- ظهور شعر خشن في مناطق مختلفة من جسم المرأة, ومنها الذقن, ومنطقة الشارب, وكذلك أسفل البطن والصدر, وهذا يحدث نتيجة اضطراب في الهرمون الذكري.

وتشخيص المرض يعتمد على الفحص السريري للمريضة, ومشاهدة الأعراض المذكورة سابقا.

بعض الفحوصات المخبرية مثل:

1-ارتفاع هرمون LH.

2- ارتفاع في مستوى هرمون الأنسولين, رغم أن مستوى السكري في الدم طبيعي. وهنا يرجع إلى عدم فعالية مستقبلات الهرمون؛ مما يترتب عليه زيادة في إفرازه.

3- ارتفاع مستوى الهرمون الذكري: Testosterone.

4- ارتفاع مستوى هرمون الحليب.

5- ارتفاع هرمون الاسترادايول والاسترون.

6- انخفاض مستوى مستقبلات الهرمونات الجنسية.

7- وأحيانا يكون المرض مصاحبا لاضطرابات في هرمونات الغدة الدرقية, وهرمون الحليب.


الطريقة الأمثل لتشخيص الحالة هي بإجراء فحص الألتراساوند البطني, أو المهبلي, والمنظر المعروف لتكيس المبايض هو ظهور أكياس صغيرة, يتراوح عددها من 10-12 أو أكثر بقياس 8-10 ملم, منتشرة على شكل حلقة مثل حبات اللؤلؤ, وكذلك يحدث تضخم في حجم المبيض, حيث يزداد حجمه مرة ونصف إلى ثلاث مرات عن الحجم الطبيعي, كما يلاحظ زيادة تركيز نسيج المبيض في الوسط.

والعلاج يعتمد على:

أولا: اضطرابات الدورة الشهرية يمكن معالجة هذا الأمر باستخدام حبوب منع الحمل, أو حبوب البروجيسترون بانتظام, مع استخدام حبوب Metformine بعيار يتناسب مع وزن المصابة, والاستمرار في أخذها لحين انتظام هرمونات الجسم.

ثانيا: ظهور الشعر الخشن وهذا يتم بأخذ حبوب مضادة للهرمون الذكري, ولكن هذه العلاجات تتطلب فترة من 6-8 شهور, لحين حدوث متغيرات في خشونة الشعر, ولهذا ينصح باستخدام الطرق الأخرى لإزالته, لحين بدء عمل هذه العلاجات, مثل الكي بالليزر, واستخدام مزيلات الشعر المختلفة.

ثالثا: زيادة الوزن هناك رابط قوي جدا بين زيادة الوزن والمرض, وكلا الأمرين يؤديان إلى بعضهما, إذ إن زيادة الوزن ممكن أن تترافق مع اضطراب في الهرمونات, وهذه بدورها تؤدي إلى حالة التكيس, والعكس صحيح, إذ يمكن أن تكون الاضطرابات الهرمونية هي السبب في ازدياد الوزن, وينصح جدا باستخدام البرامج الغذائية, وإجراء التمارين الرياضية؛ لتخفيف الوزن لكي يتوازن هذا الاضطراب الهرموني.

والأهم من كل ذلك المتابعة مع طبيب, أو طبيبة أمراض نساء وتوليد؛ لمتابعة الحالة وتطوراتها, وعدم التنقل من طبيب لآخر, والمهم الاختيار الجيد منذ البداية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً