الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استيعابي ضعيف وأنسى ما أقرأه سريعا، فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الحالة التي أعاني منها كالتالي: عندما أقرأ جملة أشك بعد غلق الكتاب مباشرة في قراءتها, وأحاول تذكر كلماتها, ولكني غير متأكدة, وبالتالي أعاود فتح الكتاب وأتأكد من الكلمات, يتكرر هذا الأمر تقريبا عشر مرات يوميا.

فأعاود التأكد في الغد وهكذا، أي عندي حالة من عدم التأكد، كما أنني إذا كلمني أحد لا أتذكر ما قال لي, مع أنني أحاول التركيز مع كلامه, ولا أستطيع الاحتفاظ بما قاله لي, وهذا فور انتهاء المقابلة، وأبدأ في الشك, فأقول لقد قال لي تلك العبارة, ثم أقول لا لم يقل لي تلك العبارة بالضبط, وأدخل في حالة من الشك, لدرجة أنني أتعب من كثرة التفكير.

ما تفسير هذه الحالة؟ وهل هناك حل؟ لأنني تعبت جدا.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أشكرك على ثقتك في الموقع وكل عام وأنتم بخير.

أقول لك نعم يوجد تفسير لحالتك, وهي إن شاء الله تعالى حالة بسيطة, وهذا نسميه بالتردد الوسواسي، الوساوس هي نوع من القلق النفسي، وقد تأخذ صورا متعددة جدا, منها هذه الصورة التي وردت بوصف جميل.

الوساوس بما أنها قلق تخل بالتركيز, وقد تضعف الاستيعاب لدى الإنسان، لكن بالطبع لا علاقة بفقدان الذاكرة الحقيقي, التفسير لحالتك واضح, هي وساوس, والوساوس دائما تعالج من خلال التجاهل وعدم اتباعها، مثلا أنت حين تقرئين الكلمة وتشكين في أنك أدركتها أم لا، لا تفتحي الكتاب مرة أخرى، هذا بهدف التمرين من أجل التخلص من الوساوس, كرري ذلك عدة مرات, وبعد ذلك سوف تجدي قناعة كاملة بأنه بالفعل هذه وساوس, وأن عدم اتباعها هو الطريق الأفضل للعلاج, وإن شاء الله تعالى ترجع لك الذاكرة, والمقدرة التامة في الاستيعاب, ويتوقف هذا التردد.

العلاج الدوائي مهم جدا لهذا النوع من الوساوس، ومن الأدوية الجيدة والفاعلة جدا عقار يعرف باسم بروزاك, ويسمى العلمي هو فلوكستين، وهو دواء فعال ومفيد, إن لم تستطيعي مقابلة الطبيب النفسي فيمكنك أن تتحصلي عليه, حيث إنه لا يتطلب وصفة طبية وسط الدول، الجرعة المطلوبة في حالتك أن تبدئي بكبسولة واحدة, وقوة الكبسولة هي (20) مليجراما, تناوليها يوميا لمدة شهر, بعد ذلك اجعليها كبسولتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر, ثم اجعليها كبسولة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر, ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر, ثم توقفي عن تناول الدواء.

البروزاك بلا شك هو دواء سليم كما ذكرنا, وغير إدماني, ولا يؤثر على الهرمونات النسوية, وفعاليته فيما يخص الوساوس المعروفة, كما أنه محسن للمزاج, وبالطبع سوف يتحسن التركيز.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا, ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً