الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي أهدت قطعة أرض لأحد إخوتي، فهل لنا الحق في القطعة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أريد والله إلا أن أشكركم على ما تقدموه، وأرجو أن تستمروا لمساعدة الناس، وأسال الله أن يجزيكم خير الجزاء ويجعله في موازين حسناتكم.

سؤالي: والدتي عندها قطعة أرض وذهبت للمحكمة وقالت أريد أن أهديها لابني، وأعطتها أخي الكبير، وهو موظف ومتزوج، ونحن 4 أولاد و 5 بنات.
2 متزوجين و 1 مالك و 1 ما زال صغيراً 19 عاماً، وأبي متوفي، ونحن صغار والأرض هي للوالدة منحه أتتها وليست للوالد - رحمه الله - هل لنا الحق بقطعة الأرض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ متفائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك - أختنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب. نشكر لك تواصلك معنا، وما ذكرتِ من أمر والدتك وأنها تريد أو أهدتْ إلى أحد أبنائها دون الباقين، فإن ما فعلته هذه الأم محل خلاف بين العلماء في مشروعيته وعدم مشروعيته.

ونحن ننصحها بأن تأخذ بقول القائلين بالعدل بين الأبناء في ذلك، وإن كان كثير من العلماء لا يرى الوجوب، ويرى الاستحباب، ولكن الاحتياط أورع لها أن تعدل بين أبنائها، إلا إذا وجد ما يسوغ تفضيل هذا الولد على غيره، كأن يكون فقيرًا والآخرون بخلاف ذلك، أو يكون كثير العيال، وما لم يوجد مبرر فإن الأحوط لها والأورع أن تعدل بين أبنائها، فتسترد هذه الأرض وتقسمها بين أبنائها وبناتها، فهذا أقرب إلى امتثال ما جاء به الرسول - عليه الصلاة والسلام – فقد قال - عليه الصلاة والسلام - : (اعدلوا بين أولادكم)، وقد قاله - صلى الله عليه وسلم – بمناسبة أن أحد الصحابة أراد أن يُعطي أحد أولاده دون الآخرين فأبى النبي - صلى الله عليه وسلم – أن يشهد على هذه العطية، وقال هذه المقولة.

فالأولى لهذه الأم أن تفعل ما ذكرنا من استرداد هذه الأرض وتقسيمها بين جميع أبنائها، ولكنها إن لم تفعل وأصرت على ذلك فنصيحتنا لك أن ترضوا بهذه العطية وألا تنازعوا أمكم وأخاكم مع ما أعطته الأم، وسيخلف الله تعالى عليكم ببركم بوالدتكم وحرصكم على إرضائها، فإن الله تعالى بيده خزائن السموات والأرض.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقكم لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً