الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أرضى لأختي التبرج... فكيف أقنعها بترك ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المشكلة هيّ:
أن أختي عندما نخرج تكشف وجهها، والقليل من شعرها الأمامي، وتلصق العباءة بشكل متوسط عندما ترتديها، وتضع المكياج، حاولت نصحها ولكنها لم تسمع كلامي، للعلم عمرها 21 عاماً.

أرجوكم أخبروني ما الذي علي فعله!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ انمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نشكر لك ابننا الفاضل غيرتك على عرضك، ونرحب بك في موقعك، ونسأل أن يكثر من أمثالك، ونسأل الله أن يرد المسلمين إلى الحق والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه، وليت الشباب وليت الفتيان يكون عندهم مثل هذه الغيرة على أعراضهم، وعلى صيانة حرماتهم، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وننصحك بأن تتعامل مع هذه الأخت بمنتهى الحكمة، خاصة وهي أكبر منك سنًّا، وأرجو أن تطلب مساعدة الوالد والوالدة، وقبل ذلك ينبغي أن تصل هذه الأخت وتقترب منها، تحترمها، وتقدرها، وتحفظ لها مكانتها في الأسرة، لأنها إذا أحبتك قبلت كلامك، وصدقت بما تقوله، وحاول دائمًا إذا كان في الأسرة من هو أكبر منك من محارمك كالعم والخال أو الأب أو الأم، فالأفضل أن يكون الكلام عن طريقهم، حتى ينبهوا هذه الأخت بخطورة هذه المخالفات التي تقع فيها، فإن الفتاة ما ينبغي أن تخرج متبرجة، لأنها في ذلك عاصية لله تبارك وتعالى، وعليها أن تعلم أن هذه العباءة ما جعلت إلا للستر، لا تكون زينة في نفسها، لا تكون ضيقة محددة معالم الجسد، الله تبارك وتعالى أمر المرأة بستر جسدها، لأن هذا الجسد الذي أكرمها الله به وقف على محارمها ووقف على زوجها، لا ينبغي أن تفرط فيه أمام الناس، وعليها أن تحذر عواقب هذا التبرج وعواقب هذا الخروج، فإن الفتاة مثل الثوب الأبيض والبياض قليل الحمل للدنس.

ولذلك نحن نتمنى أن تتخذ الخطوات العادية: أولاً عليك أن تكون ملتزمًا.
ثانيًا: عليك أن تكثر من الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى.
ثالثًا: عليك أن تقترب من هذه الأخت، وتنصح لها وتقدم لها الخدمات، فإذا أحبتك قبلت كلامك.
رابعًا عليك أن تطلب مساعدة الآباء والأمهات الفاضلين والفاضلات، ويفضل أن تكون هناك داعية حتى تتولى هي المهمة، فإن الناس يستمعون دائمًا للدعاة والداعيات أكثر من غيرهم.

كذلك ينبغي دائمًا أن تجلب للبيت الأشرطة التي تتكلم عن الحجاب، وكذلك الكتيبات النافعة المفيدة، واطلب إرشاد خطيب الجمعة في المكان الذي إلى جواركم أو المكان الذي تصلي فيه حتى يتحدث عن مثل هذه المسائل، ونكون بذلك قد استخدمنا كافة الوسائل المشروعة لنصحها وهدايتها، ونعتقد أن دور الوالدين كبير، كما أن رسالة المسجد كبيرة، وفي كل الأحوال لابد أن يدرك الوالدان أنهم مسؤولون بين يدي الله تبارك وتعالى عن هذه الفتاة، فإن الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد}.

وأخيرًا نقول: إذا أردت أن تنصح هذه الأخت فلابد أن تبحث عن مدخل حسن إلى نفسها، كأن تقول لها: (يا أختِي أنا أحبك لأنك طيبة، وفيك خصال جميلة، ولأنك تساعدين الوالدة، ولأنك تهتمين بدراستك، ولكن أتمنى أن أرى الحجاب الكامل عليك، فأنت عندنا غالية، ونحن لا نريد ذئاب البشر أن ينظروا إليك لأنك درة غالية مصونة يا أختِي الغالية) بهذه الكلمات الجميلة المؤثرة يستطيع الإنسان أن يؤثر، ولعلك لاحظت أننا ذكرنا فيها من إيجابيات ضخمناها ثم نبهناها بعد ذلك إلى موطن الخلل.

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا جميعًا السداد والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً