الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وساوس توترني كثيراً وتبكيني، فما هو العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سأبدأ بشرح مشكلتي لكم مع أني خجلة من ذلك، وأتمنى منكم التشخيص والمساعدة، ففي البداية بدأت حالتي عندما كنت صغيرة فقد كنت أغسل يدي بالصابون كثيراً، حتى أحياناً تتشقق ويصب منها الدم، وبدأت الحالة بالتطور شيئاً فشيئاً، فأنا أحياناً أبكي بسبب ذلك وأبدأ أصلي وأدعو ربي أن لا يغضب علي وأبكي .. وأبكي.

أولاً: أنا تأتيني أفكار حول الذات الإلهية - والعياذ بالله -، وأيضاً تأتيني أفكار عندما أكلم شخصاً ما أو أتذكر ذكرياته الجميلة، تأتيني أفكار أو كأنني أتكلم داخلياً بأنني أسبه وأشتمه أو أضحك على ذلك - أستغفر الله -، وأنا لا أحب ذلك بل مجرد أفكار تسلطية، أكره أحياناً أن أتكلم مع أحد حتى لا أفكر بذلك.

وأيضاً هنالك مشكلة ظهرت لي مؤخراً .. يا إلهي لا أعرف كيف أفكر كذلك! فأحياناً تأتيني في مخيلتي أنني أرى مشاهد جنسية؛ وبسبب ذلك تأتيني أفكار أن أمارس العادة السرية، وأنا لا أحبها ولا أمارسها بل عندما تأتيني هذه الأفكار يأتيني توتر كبير وأكرمكم الله تنزل مني افرازات، مع أني لا أسترسل مع ذلك، بل أستغرب من خروج ذلك وأخاف أن لا تقبل صلاتي بسبب ذلك، والموضع ليس بيدي بل هذا بسبب تلك الأفكار التي لا تكاد تتركني، بل أذهب في كل مرة تأتي هذه الفكرة بالاغتسال وأنا لا أحب ذلك، بل أنا مسلمة وأخاف وجه الله، ولكن لا أعلم لما تأتيني هذه الأفكار، وأخاف أن ربي يغضب علي بسبب ذلك.

ساعدوني، فأنا أدافع هذه الأفكار بكل الطرق، ولكن تبقى معلقة أخاف جداً وأتوتر، ساعدوني، ما هذا؟ وهل علي ذنب؟

وشكراً، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأؤكد لك أن الذي تعانين منه هي وساوس قهرية، والوساوس القهرية قد تكون أفعالاً، أو أفكارًا، أو خيالات، أو صورا ذهنية، أو اندفاعات، أو مخاوف، وهي تكون متسلطة، وقبيحة المحتوى في معظمها، وتسبب آلامًا لصاحبها.

هذا ينطبق على حالتك تمامًا، وأنا من جانبي أؤكد لك أن الوساوس القهرية لا تعني أبدًا ضعفا أو هشاشة نفسية أو قلة في إيمانك، على العكس تمامًا الوساوس القهرية دائمًا تتصيد الطيبين والأفاضل من الناس، والوساوس تأتي في شكل موجات واندفاعات فهي تزيد وتنخفض حسب الوضع النفسي للإنسان.

الوساوس أيًّا كان نوعها تعالج من خلال رفضها، وتحقيرها، وأن يصرف الإنسان انتباهه عنها، وذلك من خلال أن تشغلي نفسك بما هو مفيد، وتعرفي أنها وساوس، وأنها حقيرة، ويجب ألا تعطيها أي اهتمام.

الوساوس ذات الطابع الديني وكذلك ذات الطابع الجنسي: لا ننصح الإنسان أبدًا أن يسترسل في التفكير فيها أو يحاول أن يحللها ويشرحها أو يصل إلى المزيد من التفاصيل حولها، أو حتى يحاول أن يرد عليها ردًّا منطقيًا، لأنه أصلاً لا يوجد أي نوع من المنطق في الوساوس، فالتجاهل والتحقير هو المعيار الأساسي للعلاج.

وأنا أيضًا حقيقة أود أن أنصحك بأن تفاتحي أهلك حول هذا الموضوع – والديك مثلاً – وأنها وساوس قهرية، وأنها تتطلب العلاج، وأحبذ تمامًا أن يذهب بك أهلك إلى طبيب نفسي، لأن تناول الأدوية أيضًا مهم ومهم جدًّا، لكن كثيرًا من الآباء والأمهات لديهم محاذير حول الأدوية التي يتناولها أبنائهم خاصة إذا كانوا صغار السن من أمثالك.

أنا أرى أن الدواء مطلوب جدًّا في حالتك، دواء مثل عقار بروزاك أو فافرين - إن شاء الله تعالى – سوف تساعد تمامًا على شفاءك من هذه الوساوس، ويُقضى عليها تمامًا، فأرجو أن تتحدثي مع ذويك حول هذا الأمر، وأنا أؤكد لك وأؤكد لهم أن الأدوية سليمة وفاعلة، والمملكة العربية السعودية بها أطباء متميزون في مجال تخصص الطب النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً