الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من حالة الخوف والهلع التي تلازمني؟

السؤال

صار لي أكثر من تسع سنوات وأنا أعاني من حالة نفسية، خوف شديد وهلع من الموت، لدرجة الجنون، وأفقد السيطرة على نفسي، مما أدى إلى ملازمتي للمنزل وعدم خروجي منه، وترك دراستي، وأي حالات اجتماعية مرتبطة بي، وعزلة شديدة، واكتئاب ملازم لي -والحمد لله على كل حال- ومع ذلك فأنا فتاة محافظة على أمور ديني ومتدينة، وأتعالج بالرقية الشرعية لأسباب سحر -والله أعلم- لكن حالات الخوف والهلع من الموت لم أجد لها حلا -الله المستعان- أريد استشارة جيدة تنقذني من هذا العذاب، وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ متفائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالإنسان قد يمر بتجارب نفسية مختلفة، والقلق والخوف والوساوس هي من أكثر التجارب الإنسانية التي تحدث للناس في حياتهم، هذه الحالات قد تكون بسيطة وربما تكون طاقات إيجابية ممتازة جدًّا، وأقصد بذلك أن الإنسان يحتاج للقلق لأن ينجح، يحتاج للوسوسة لأن يكون مدققًا ومنضبطًا، ويحتاج للخوف كي يحمي نفسه، لكن في بعض الأحيان يكون هذا الخوف خوف من نوع مخصوص جدًّا، وطبيعة مزعجة، وكذلك الوساوس والقلق قد ترتفع حدتهما وشدتهما مما يعود على الإنسان بآثار سلبية.

أيتها الفاضلة الكريمة: حالة القلق المخاوف التي لديك واضحة جدًّا، وأنا أطمئنك - إن شاء الله تعالى – أنها بسيطة، وأنه يمكن أن تعالج، إذا كان بالإمكان أن تذهبي إلى الطبيب النفسي فهذا هو الأفضل وهذا هو الأحسن، وإن لم تتمكني من ذلك فأنا أقول لك: تجاهلي هذه الأعراض، والتجاهل يكون من خلال أن يدير الإنسان وقته بصورة طيبة، يعني: ألا تتركي فراغًا زمنيًا أو فكريًا، كوني نشطة، كوني حاذقة، شاركي أهلك وذويك في الأنشطة الأسرية والمنزلية، ركزي على القراءات الممتازة، اذهبي إلى مراكز التحفيظ، خاصة أنك قد تركت الدراسة، وأعتقد أن حِلق القرآن سوف تكون بديلاً ممتازًا لك، وسُعدتُ بالطبع أن أعرف أنك متدينة، وهذا - إن شاء الله تعالى – يجعلك أكثر توائمًا مع هذه الحِلق.

العلاج بالرقية الشرعية هو أمر جيد وطيب ومطلوب، لكن يجب ألا نُسرف في موضوع السحر والعين والحسد، نعم هي حقائق نؤمن بها تمامًا، لكننا في ذات الوقت نؤمن أن الإنسان في حفظ الله وفي كنفه، وإن كان هنالك سحر فإن الله سيُبطله، والحماية والوقاية من رب العالمين، لأنه خير حافظ وهو أرحم الرحمين، هذا هو الذي أود أن أنصحك به من الناحية النفسية.

أنا أرى أنك محتاجة لعلاج دوائي، وكما ذكرت لك سلفًا الذهاب إلى طبيب نفسي سوف يكون مفيدًا، وإن لم تذهبي إلى الطبيب النفسي تشاوري مع أهلك، وعمرك غير موضح في رسالتك، لكنني أفترض أن عمرك أكثر من ثمانية عشر عامًا، في مثل هذه الحالة هنالك دواء متميز جدًّا يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (إستالوبرام) هذا الدواء يمكنك الحصول عليه، وأن تبدئي في تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – بعد ذلك اجعلي الجرعة عشرة مليجرام، وهذا يكون بعد أسبوعين من بداية العلاج، استمري على جرعة العشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، وهذه هي المدة العلاجية المطلوبة، بعد ذلك خفضي الجرعة إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم اجعليها خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم بعد ذلك توقفي من تناول الدواء، هذا أحد الأدوية الفاعلة، أحد الأدوية الممتازة، والذي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً