الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تكون الثقة بالنفس..وما أسباب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكتلي ممكن تكون متشعبة قليلاً، وكلها مشكلة نفسية، المشكلة هي أن شخصيتي ممكن تكون في وقت قوية جداً، وتعجبني جداً، وفي وقت تكون ضعيفة جداً، وحينها لا أحس بقيمة نفسي.

في وقت أكون في الكلام والدقة والحجة رائعاً جداً، وفي وقت أحس كأني لو طفل ممكن يهزمني بكلامه! وممكن أقول أي كلام خطأ أو أي كلام يجرح أي شخص أمامي.

حاولت أركز على أني أثبت على شخصية وهي القوية، أحاول دائماً ولكن لا أعرف نهائياً ما السبب الذي يجعلني رجلاً بلا شخصية وغير مركز ولا أرى أمامي شيئاً، تائه في الدنيا، لا أعرف في أي نسبة ذكائي؟! أحياناً أحس أني إنسان ناجح جداً، ومركز جداً، وأرى الحلول بسيطة في أسرع وقت ممكن.

أحاول دائماً أتخلص من الشخصية الضعيفة التي في نفسي لكن لا أقدر نهائياً، مهما حاولت، هل هي مشكلة؟

نفسي غير فاهم الأمر هذا؟! هل يوجد حل؟ هل ممكن أذهب لدكتور نفساني أم هو صعب جداً أن يوجد شخص يخلصني من الشخصية الضعيفة وأثبت على الشخصية التي أحبها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ said حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالشخصية لها عدة أنماط، ونقصد بذلك أن الإنسان يكون لديه ما يميزه من سمات، فهنالك من هو قلق، وهنالك من هو سريع الإثارة، وهنالك من هو اعتمادي، وأنواع أخرى من الشخصيات تكون ذات ميول اكتئابي، وأخرى ذات ميول انشراحي، وشخصية غير مبالية، شخصية قوية، شخصية تحمل السمات الوسواسية، وأخرى تحمل السمات الهيستيرية وهكذا.

إذن هنالك عدة أنوع من الشخصيات، لكنا نحن لا نفضل أن يشخص الناس أنفسهم ويحددوا نوعية شخصياتهم، هذا يجب أن يكون تحت يد وتصرف المختصين، هذا هو الأفضل.

الذي لاحظته في رسالتك أن العلة ليست في شخصيتك، أعتقد أن المشكلة متعلقة بمزاجك، لديك درجة من تقلب المزاج، حين تكون في الجانب الانبساطي والانشراحي تحس أن شخصيتك قوية وثابتة ومتميزة، وحين تكون في الجانب بالاكتئابي يأتيك الشعور بالضعف وافتقاد الثقة بالنفس.

إذن من وجهة نظري المتواضعة جدًّا أعتقد أن الأمر متعلق كله بتذبذب، وعدم استقرار في الوجدان أكثر مما هو اضطراب حقيقي في الشخصية أو تقلب في الشخصية.

مثل هذه الحالات تعالج، أولاً: من الجميل بالفعل إذا ذهبت لمقابلة الطبيب النفسي حتى يقوم بإجراء بعض الاختبارات والمقاييس الإكلينيكية المحكمة، وهذه المقاسات سوف تعكس سمات شخصيتك، وكذلك تقيمك من الناحية الوجدانية والمزاجية، وعلى ضوء ذلك يمكن أن يتخذ قرار علاجي، هذا هو الأفضل، وهذا هو الوضع المثالي.

إذا لم تتمكن من الذهاب إلى الطبيب فالذي أنصحك به هو أن تحاول أن تُقارب ما بين سجايا شخصيتك القوية وشخصيتك الضعيفة، وذلك بأن تدفع نفسك دفعًا حين تكون في مزاج عسر وشعور بالضعف في البناء النفسي، هنا تجتهد وتتذكر إيجابياتك وتدير وقتك بصورة صحيحة، من خلال ذلك - إن شاء الله تعالى – تخرج من هذا المزاج الذي تكون فيه غير مرتاح.

حين تعتقد أن شخصيتك قوية هنا أقول لك: كن حذرًا بعض الشيء، ربما يكون هنالك نوع من اللامبالاة - مع احترامي الشديد لك –

الإنسان حين يحس بشيء بانتفاخ الذات – ولا أقصدك أنت أبدًا، أقصد كل من يعانون من مثل هذه الحالات – يأتيه مثل هذا الشعور بالثقة في النفس زائدة – أو هكذا يعتقد – فأنت ذكّر نفسك أنك ربما تكون تجاوزت خط السوية، وخط السوية هو الخط الذي تكون فيه سمات الإنسان وعواطفه ووجدانياته متطابقة، هذا هو الذي أنصحك به في هذه المرحلة.

إن كانت هذه التذبذبات شديدة ربما تكون محتاجًا لأن تتناول دواءً مثبتًا للمزاج، هنالك دواء جيد يعرف تجاريًا باسم (تجراتول) واسمه العلمي (كارمازبين carbamazepine) لا بأس أبدًا أن تجربه بجرعة مائة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها مائتي مليجرام صباحًا ومساءً لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها مائة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم مائة مليجرام مساءً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

الكارمازبين دواء بسيط وجيد ومثبت للمزاج، وهو يستعمل أيضًا في علاج الصرع، لكن حالتك لا علاقة لها أبدًا بالصرع. الكارمازبين يتطلب أن تُجري فحص الدم الأبيض بعد أسبوعين من بداية الدواء للتأكد أن مستوى الدم الأبيض لديك جيد، وإن كان هنالك انخفاض وأصبح مستوى الدم الأبيض أقل من ثلاثة آلاف هنا يجب أن تتوقف عن تناول الدواء مباشرة.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تكون مفلحًا في توزيع وقتك وإدراته بصورة جيدة، وعليك بالرفقة الطيبة، لأن التمازج الوجداني وبناء الشخصية دائمًا تأثير الرفاق والأنداد يلعب دورًا كبيرًا فيه، فأنا أنصحك بهذا الجانب.

اجعل لنفسك هدفًا ولحياتك هدفاً، وضع الآليات التي توصلك لهذا الهدف، هذا يساعد في البناء النفسي والاستقرار الوجداني.

ممارسة الرياضة دائمًا ننصح بها، فهي تقوي النفوس كما تقوي الأجساد.

ختامًا أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً