الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عصبيتي زائدة، وأتردد في اتخاذ القرار، أشيروا عليّ!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا متزوجة، وأم لثلاثة أطفال: 10 سنوات، و7 سنوات، وسنة وسبعة أشهر.

مشكلتي هي:عدم ثقتي بنفسي، والتسرع في اتخاذ القرار، والتردد الزائد عن الحد، وعدم القدرة على تحمل أي تعب، فأقنط سريعا، وأغضب، ولا أمتلك أعصابي، وأتخذ قرارات وليدة هذه اللحظة، ثم أرجع فيها.

فكم من المرات بدأت في دراسات ولم أستمر، وبعد فترة قليلة أتعب بعدها نفسيا، وأخسر ماديا، وكم كنت أتمنى أن أعمل، وجاءني عمل مناسب لي تماما من الناحية الشرعية، فلا يوجد به اختلاط، وهو تحفيظ الفتيات كتاب الله، فأنا – ولله الحمد - أتممت حفظ كتاب الله، ولكن لا أستمر في أي دراسة للعلوم الشرعية، بسبب التردد، ولم أستمر في هذا العمل سوى يومين، لأنني لم أتحمل الضغط العصبي، وقررت أن أتركه، وبعد ذلك ندمت ندما شديدا، وحاليا فقدت الثقة في قدراتي.

فأرجو إفادتي.

كما أنني أعاني من العصبية مع أولادي، فانا أحمل مسئوليتهم في المذاكرة والحفظ، وشئون البيت بمفردي، فوالدهم لا يساعدني في أي من هذه الأعمال.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

واضح جداً أن الحالة شديدة من الامتعاض والاحتجاج العصبي الذي تعانين منه، والذي يتضح لي أن شخصيتك لديها ميول نحو العصبية والتوتر، وهذا ينتج عنه في بعض الأحيان درجات بسيطة مما نسميه بالقلق الاكتئابي، وأعتقد أن هذا هو الذي تعانين منه.

ازدياد مسئوليات الحياة وتراكماتها جعلت أعراضك تكون واضحة جداً على السطح، وهذه الحالات يمكن علاجها، وعلاجها بصورة فعالة جداً، خاصة أنه - بفضل الله تعالى - لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، وأنت تحفظين كتاب الله، ولديك الذرية، ولديك الزوج الصالح - إن شاء الله -، فلا تنزعجي كثيراً، وحاولي أن تطردي الفكر السلبي العصابي من خلال التفكر والتأمل الإيحائي والإيجابي، وأنت لك - إن شاء الله تعالى - كل المكونات والمقومات التي تؤهلك على ذلك.

أرجو أيضا تديري وقتك بصورة جيدة، وفقي ما بين الالتزامات الزوجية، ورعاية الأبناء، وراحة نفسك، وهذا مهم جداً، أما أن تختلط الأمور، وتتداخل، ولا يكون هنالك حسن إدارة للوقت، فهذا لا شك أنه يؤدي إلى التوتر العصبي.

النساء في مثل عمرك قد يصبن بدرجة من الاكتئاب بعد عمر الثلاثين، أنا لا أقول أنك مكتئبة اكتئابا حقيقيا، ولكن المؤشرات تدل على وجود ما يمكن أن نسميه بالقلق الاكتئابي، وهذا يتطلب العلاج الدوائي.

أنصحك بمقابلة الطبيب النفسي إن كان ممكنا، وإن لم يكن ممكنا فهنالك دواء ممتاز وسليم، ونصفه كثيراً في مثل حالتك، وهو متوفر في مصر، والدواء يعرف باسم: مودباكس، واسمه العلمي: سيرتللين، وأنت محتاج إليه بجرعة صغيرة جداً، وهي أن تبدئي بنصف حبة (25) مليجرام تناوليها ليلاً، واستمري عليها لمدة عشرين يوما، وبعد ذلك اجعليها حبة كاملة ليلاً لمدة خمسة عشر يوماً، ثم خفضي الجرعة إلى نصف حبة أي (25) مليجرام تناوليها ليلاً لمدة شهر، ثم اجعليها (25) مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هو دواء سليم، وغير إدماني، وغير تعودي، والجرعة التي وصفت لك هي جرعة صغيرة جداً، علماً بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى (4) حبات في اليوم، ولكنك لست محتاجة لهذه الجرعة.

أيتها الفاضلة الكريمة: فيما يخص الأولاد، أرجو أن تعامليهم برفق إيجابي، وتذكري أن الذرية هي نعمة عظيمة، ويمكنك أن تتحدثي مع زوجك بشيء من اللطف ليشاركك في أمر إرشاد وتوجيه وتربية الأولاد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً