الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخاوفي وقلقي تبقيني دائما في المنزل.. هل من علاج لهذه المعاناة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 22 عاماً، أعاني من ضعف الثقة بالنفس، والرهاب الاجتماعي، والقلق والتوتر من أي مشكلة تواجهني، أشعر دائماً بالرغبة بالبقاء في المنزل دون مغادرته لدرجة أنني لم أخرج طوال مدة الإجازة الصيفية السابقة من المنزل؛ لأنني عندما أغادره أشعر أن كل العيون تنظر لي ولذلك أصبح كل تركيزي على تصرفاتي وحركاتي مما يجعلني أفقد الانتباه في بقية ما يواجهني، حتى عندما أكون موجوداً وسط زملائي في الجامعة ينتابني نفس الشعور مما يجعلني أفقد انتباهي للمحاضرات، لقد قل مستواي العلمي وأصبحت أكره الدراسة.

المشكلة الأخرى أنني أتجنب دائماً النظر في عين من يتحدث معي، ولا أعرف السبب لذلك، كما أنه تنتابني بعض الوساوس من بعض الأشياء الغريبة، مثلاً أخاف الدخول إلى المطبخ إذا كان الموقد مشتعلا خوفاً من أن ينفجر، وأخاف المرور من تحت مروحة السقف خوفاً من أن تسقط فوقي، أشياء غريبة لا تستحق الخوف منها.

مشكلتي الأخيرة هي سرعة القذف، لقد اشتريت ويلبوترين 150 منذ يوم واحد، وتناولت منه حبة واحدة، وشعرت بصداع شديد، وغثيان وفقدان شهية، وارتفاع في ضغط الدم، لدرجة أنني شعرت أنني لن أحتمل تناوله ليوم آخر على الرغم من أنه زاد نشاطي وطاقتي من ناحية أخرى.

هل هناك دواء يحل كل مشاكلي بما فيها سرعة القذف؟ وهل سيساعدني الويلبوترين في حلها إذا تناولته مرة أخرى؟ أرجو منكم المساعدة.

أنا أعاني من حالة قلق وتوتر شديدة ورهاب اجتماعي، وقلة ثقة بالنفس، وقمت بأخذ ويلبوترين 150 ، وأخذت حبة منه، ولكنه سبب لي صداعاً شديداً، وغثيانا وقلة في النوم، فهل هذه الأعراض طبيعية؟ وهل ستستمر؟ وهل الويلبوترين جيد لحالتي حقاً أم أتوقف عنه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ uchiha sasuke sasuke حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي أنت تعاني بصفة عامة من قلق المخاوف، ويتمثل قلقك في وجود توترات، وكذلك رهاب اجتماعي من الدرجة البسيطة، ولديك وساوس فإذن لتكتمل الصورة الإكلينيكية، ونكون أكثر دقة نقول أن حالتك هي حالة قلق المخاوف الوساوسية، وهذه ليست حالات تشخيص متعددة إنما هي حالة واحدة، وهو نوع معين من القلق يتميز بوجود هذه الجزئيات، أي أن الرهاب والخوف والوساوس، وحتى سرعة القذف بالطبع مرتبطة أيضا بالقلق والتوتر.

أيها الفاضل الكريم: أنت مطالب بأن تمارس تمارين رياضية جماعية هذا يفيدك كثيراً، ومن الضروري أيضاً أن يكون لك حضور في المحيط الاجتماعي على مستوى الأسر والجيران والأصدقاء والزملاء، هذا فيه -إن شاء الله تعالى- خير كثير بالنسبة لك.

لا بد أن تحقر فكرة الخوف، وفكرة الرهاب، وكذلك الوساوس، ولا تعيرها اهتماماً، وهذا يتطلب أن تغير نمط حياتك، وأن تستثمر وقتك، وتتجنب الفراغ، وأن تجعل لحياتك هدفاً، التحصيل الدراسي والتميز مهم جداً وهو يصرف الانتباه عن التوترات والقلق، عقار ولوبيترين هو دواء جيد ويناسب حالتك، وأنا أعتقد أنك محتاج إلى دواء مضاد للمخاوف والقلق والتوترات، وهذا هو الذي يفيد وأرى أن عقار مودابكس، والذي يعرف باسم سيرتللين هو الدواء الأنسب بالنسبة لك.

ومدة العلاج في حالتك يجب أن لا تقل مطلقاً عن ستة أشهر، تبدأ في تناول المودابكس بجرعة نصف حبة أي (25) مليجرام تناولها ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها ليلاً بعد الأكل أيضا، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم اجعلها بعد ذلك حبتين ليلاً أي (100) مليجرام واستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، هو دواء سليم وفاعل -وإن شاء الله تعالى- الدواء سوف يكون ناجحاً لدرجة كبيرة خاصة إذا التزمت بتناول الجرعة حسب الإرشادات والتعليمات التي وصفتها لك.

أيها الفاضل الكريم: زوال القلق والتوتر والمخاوف والوسواس سوف يعيد لك ثقتك بنفسك تماماً.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً