الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا أفعل حتى أتغلب على هذه الوساوس؟ وهل علي إثم؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من وسواس قهري يشككني في الذات الإلهية، ويأتي لي خاصة أثناء الصلاة أو الدعاء!

منذ 3 أشهر كان موجودا عندي وبقوة، أفكار كثيرة مثل: ما أدراني أن دين الإسلام هو الدين الصحيح؟ وهل بالفعل ربي (سبحانه وتعالى جل جلاله) هو إله فعلا؟ ... والكثير والكثير من هذه الأفكار البشعة، التي لم أكن أطيق أن أفكر بها.

في بداية الأمر كنت أعلم أنه وسواس، وأقول هذا من الشيطان الرجيم، ولا صحة لهذا، ولكن كل يوم كان يزيد لدي الوسواس أكثر فأكثر، حتى بدأت في بعض الأوقات أشعر بأني أصبحت أميل لهذه الوساوس (للأسف)، ولكن سرعان ما كنت أستغفر .. ولكن بدون فائدة فهذه الوساوس تراودني كثيرا.

وعندما كنت أصلي، كنت لا أشعر بالخشوع في الصلاة مثلما كنت أشعر في السابق، ولا أشعر باتصالي مع ربي (جل جلاله)، وكنت كثيرا ما أبكي وأستغفر، وفي يوم بعد صلاة الفجر، وأثناء تلك الوساوس والأفكار التي استمرت تراودني لمدة تزيد على الشهرين، أنهرت من البكاء بسبب ما أفكر فيه؛ لأني في نفسي أعلم جيدا وأؤمن بوجود الله رب العالمين، فتضايقت كثيرا من أنني أميل لهذه الأفكار والوساوس، وكنت خائفة جدا من غضب (المولى عز وجل) مني، واستمررت في البكاء كثيرا، ونمت وأنا أبكي، وحلمت أنني أقرأ سورة يونس.

المهم أنني عندما استيقظت لم أجد هذا الوسواس أبداً، وأصبحت لا أفكر بهذه الأفكار مطلقا –والحمد لله- وربي سبحانه وتعالي ساعدني على أن أتخلص من هذه الوساوس، ولكن للأسف هذه الأيام أشعر أن هذه الوساوس قد بدأت تعود لذهني من جديد.

أخشي أن يحدث مثلما حدث في السابق! وأنا قلقة جدا من ذلك، علما بأنني وبفضل الله، أواظب على صلاتي، فماذا أفعل حتى أتغلب على هذا الوسواس؟
وهل عندما يراودني هذا الوسواس علي ذنب في ذلك؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


مرحباً بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يذهب عنك هذه الوساوس ويجنبك شرورها فإنها داء عظيم إذا تسلط على الإنسان أفسد عليه دينه ودنياه.

ونحن مع تحذيرنا لك من الاسترسال مع هذه الوساوس إلا أننا نبشرك بأنك لا تزالين على إسلامك، وأن هذه الوساوس لن تؤثر على إيمانك ما دمت كارهة لها، فكراهتك لها دليل على وجود الإيمان في القلب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن وجد تلك الوساوس في صدره وكرهها ( ذاك صريح الإيمان).

والعلاج النبوي لحالتك هذه يتخلص في أمرين ونحن على ثقة تامة بأنك – إذا استعنت بالله تعالى للأخذ بهما – ستشفين من هذه الوساوس وهذا الأمران عبر عنهما النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( فليستعذ بالله ولينته ).

فالأول: الاستعاذة بالله تعالى حين تطرأ عليك هذه الوساوس.

والثاني: الانتهاء عن الاسترسال معها وقطعها فوراً، والاشتغال بغيرها من النفع من أمر دين أو دنيا.

وكوني على ثقة بأنه لا شفاء لهذه الوساوس أحسن من هذا الذي وصف وقد جربه الموفقون فانتفعوا به، وأذهب الله عنهم به شر الوسوسة.

نسأل الله تعالى أن يجعل لك الشفاء، ويقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين المحتلة انس

    نفس الذي يحدث معي تماما الله يصبرنا ويجعل كيد الشيطان في نحره ويثبتنا على الدين والله يرزقنا الشهادة في سبيله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً