الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رهاب وخجل ورعشة ودائما أشعر بالدوار، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب في الجامعة، عمري 19 سنة، أعاني من رهاب اجتماعي وخجل ورعشة في اليد، وخوف من المرتفعات، وأيضا أشعر بالدوار دائما، فلا أستطيع التركيز عند الدراسة وحتى عند القيادة، وأيضا أعاني من تعرق شديد، وأيضا من الشعور بالخمول دائما، وحقيقة أعاني من خوف شديد، ويؤثر كثيرا في حياتي، حيث أنني لا أخرج من البيت إلا أحيانا، وقد ذهبت إلى اختصاصي نفسي واستشرته، (لكن لا أظن أنني قلت له كل شيء عن نفسي، لأني كنت خجولا نوعا ما)، وقد أوصاني بأن آخذ seroplex حبتين في النهار، وأيضا Lexomil نصف حبة في الليل، وقد تحسنت حالتي في الثلاثة الأشهر الأولى، ولكن بعدها تناقص مفعول الدواء ولم يؤثر فيّ، ثم تكلمت مع المختص مرة أخرى فأوصاني أن أغيّر الدواء إلى ديروكسات في الصباح، ودواء آخر لا أتذكره للأسف في الليل، واستمررت عليه لمدة أسبوعين، ولكن لم يؤثر بي ثم انقطعت عن الدواء بسبب مشاكل عائلية لمدة 7 أشهر، وأنا الآن لا أعرف ماذا أفعل؟ ولا تزال لدي نفس الأعراض التي ذكرتها سابقا.

فأرجو المساعدة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الرهاب الاجتماعي وما يصاحبه من أعراض خجل ورعشة ومخاوف أخرى والشعور بالدوّار وضعف التركيز، هذا كله ناتج من القلق النفسي، لا أريدك أن تعتقد أنك تعاني من عدة تشخيصات، تشخيصك واحد وهو قلق المخاوف، وقلق المخاوف أدى إلى الأعراض النفسية التي ذكرتها، وكذلك الأعراض الجسدية.

لابد أن تكون قد اطلعت على أهمية العلاج السلوكي، وألا يكون الاعتماد فقط على العلاج الدوائي، العلاج الدوائي له أثره الإيجابي جدًّا، ويساعد الإنسان في التطبيقات السلوكية، لكن يجب ألا يغفل الإنسان عن هذه التمرينات السلوكية أبدًا، وهي بسيطة جدًّا تقوم على مبدأ تحقير الخوف ومواجهته، ويمكن أن تكون هذه المواجهة تدريجية، وهذا نسميه بالتحصين التدريجي، يعني أن تقطع نصف المشوار في اختراق الخوف يوميًا ولمدة أسبوع، ثم بعد ذلك تزيد مواجهاتك حتى تتخلص من مخاوفك تمامًا.

هذا يا أخِي هو العلاج الاستبصاري الرئيسي لعلاج المخاوف.

والإنسان حتى يساعد نفسه يجب أن يغير مفاهيمه حول الخوف. الخوف ليس ضعفًا في الشخصية وليس قلة في الإيمان، إنما هو ظاهرة سلوكية مكتسبة، وأؤكد لك أن مشاعرك الفسيولوجية بالرعشة وغيره هي مشاعر مبالغ فيها، نعم هنالك شيء منها موجود، لكن ليس بالحدة والشدة والغلظة التي تتصورها، كما أنك لست مراقبًا من قبل الآخرين، ولا تظهر عليك هذه الأعراض بالسنبة للآخرين – أي لا أحد يلاحظ – فأرجو أن تطمئن أخي الفاضل الكريم.

وتوجد أيضًا علاجات جماعية مهمة جدًّا لعلاج الرهاب الاجتماعي، أهمها حضور صلاة الجماعة في المسجد، وحضور حلقات التلاوة، وأنتم الحمد لله - ليبيا - بلد القرآن، وممارسة الرياضة الجماعية، ومشاركة زملائك في الأنشطة الثقافية والاجتماعية والخيرية، هذا كله أيها الفاضل الكريم يساعد في علاجك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أن عقار ديروكسات ممتاز جدًّا ومفيد جدًّا، لكن يجب أن تلتزم بجرعته، والجرعة تكون في حدود أربعين مليجرامًا يوميًا – أي حبتين يوميًا – هذه هي الجرعة الصحيحة لعلاج مثل هذه الحالة، وتكون بداية العلاج بأن تتناول الدواء بمعدل نصف حبة – أي عشرة مليجرام – تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها صباحًا أو مساءً، البعض يفضلها صباحًا لأنها تزيد من اليقظة لديه، لكن بعض الناس يقولون أنها أدت إلى التكاسل والاسترخاء، وهؤلاء ننصحهم بأن يتناولونها مساءً.

بعد انقضاء الشهر اجعل الجرعة حبتين في اليوم، استمر عليها لمدة ستة أشهر - وهذه ليست مدة طويلة أبدًا - بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة ونصف يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة كاملة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا هو العلاج الرئيسي بالنسبة لك، وهو دواء مفيد جدًّا، وآثاره الجانبية قليلة جدًّا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به كثيرًا.

هنالك دواء آخر بسيط يساعد في علاج الرعشة والدوّار (الدوخة) هذا يعرف تجاريًا باسم (إندرال) واسمه العلمي هو (بروبرالانول)، أرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرة مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

لابد أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك الرجوع إليها والاستفادة مما بها من إرشاد.

اجتهد في دراستك، وغيّر نمط حياتك، وهذا كله - إن شاء الله تعالى – يساعدك كثيرًا.

أما بالنسبة لعقار (Lexomil) فهو دواء مهدئ، ويحسن النوم كثيرًا، لكنه قد يؤدي إلى التعود، لذا لا أنصحك به أبدًا.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس mohamed

    لدي نفس الاعراض

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً