الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني منذ صغري من الوسوسة ولا أشعر بالارتياح أبداً، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تغيرت في الفترة الأخيرة، ولم أعد كما كنت فتاة من النوع المرح، لكن الآن لا أتمنى سوى أن تصعقني صاعقة، لأني فقدت كثيراً من الناس في هذه الفترة، وعلاقاتي مع صديقاتي أصبحت شبه معدومة، أصبحت أنجرح من أتفه الأسباب، وأصرت أعصب بسرعة، وأكره كل من حولي.

فقد كرهت أخواتي لأتفه الأسباب بمعايرتهن لي، فقط لأنني لا أملك جسم امرأة مثلهن، وكلما حزنت حزناً أو غضبت أجرح نفسي، لأني أشعر بالراحة بعده، أشعر وكأنني جرحت عدوي.

أكن كرهاً شديد لنفسي، أكره معلماتي، وأكره كل محيطي، وأعاني منذ أن كنت في عمر الـ 12 من وسوسة بأن أحداً يراقبني في كل مكان، لا أشعر بالارتياح أبدا، فأنا لا أدخل حمام الغرباء، ولا حتى حمامنا الذي في الطابق السفلي، خوفاً من أنه قد يراقبني أحد، لأنه تحرش بي الأولاد في صغري.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الغريبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أنت في عمر فيه متغيرات كثيرة، كنت مرحة وكنت سعيدة والآن تبدلت الأمور بصورة مخالفة ومضادة لذلك، لا تستغربي هذا فالتغير المزاجي مرتبط بمرحلتك العمرية، وما يزعجك الآن - إن شاء الله تعالى - سوف تتوائمي معه، تطبعي معه وستجدي أن الأمور أفضل بكثير مما تتصوري، أحد الإشكاليات الرئيسية أن الشباب والشابات في مرحلة اليفاعة والبلوغ تكون مشاعرهم مطبقة عليهم، وتكون أحادية في تركيبها يعني لا توجد حلول وسطية، إما سعادة وراحة وأما كدر وحزن وكرب.

هذه الأحادية والحدة لا نريدها أن تكون دائمة، نحن ننبه الشباب أن الأمور الوسطية أفضل وأن الإنسان يجب أن لا ينقاد بمشاعره، يجب أن يعيد تقييم ذاته وهذا هو الذي نطالبك به، لابد أن تعيدي تقدير ذاتك وابحثي عن الأمور الإيجابية في حياتك وسوف تجدينها كثيرة جداً، مشاعرك معظمها منطلقة انطلاقا تلقائيا، يعني أنت لم تقفي أمامها ولم تحاولي تحجيرها ولم توقفيها وتستبدليها بمشاعر أخرى أكثر إيجابية، وتجلب لك السعادة إن شاء الله تعالى.

ظهور القلق والوسوسة أيضا أمر نفسي معروف كمتغير مرتبط بالمرحلة العمرية فإذن أريدك أن تكوني إيجابية في تفكيرك، والوساوس تعامل وتعالج من خلال التجاهل، وأن لا يتبعها الإنسان وأن يقوم بما هو ضدها، شعورك بالخوف بأنك مراقبة هذا شعور مهم ونحن لا نتجاهله، إن استمر معك هذا الشعور أعتقد من الضروري أن تخطري والديك وتذهبي معهم إلى الطبيب النفسي، هذا عرض فيه شيء من الأهمية، ومحاولتك إيذاء نفسك والتنفيس عنها هذا شعور إن شاء الله عابر ومؤقت لكن يجب أن تدركي خطورته ويجب أن تدركي أنه يشوه نفسك، ويشهوه سمعتك قبل أن يشوه جسدك ولا راحة فيه أبداً، هذا أحد المتنفسات السيئة جدا.

أعيدي ترتيب أوراقك، اسعي نحو بر والديك وطاعتهما وكوني حريصة على الصلاة في وقتها والدعاء، وكوني علاقات مع فتيات من المتميزات وصاحبات الخلق القويم، وهذا سوف يشكل دعما نفسيا كبير جداً بالنسبة لك، وهذه نصيحة مهمة.

ونصيحتي لك أن ترتبي وقتك وتنظيمه وعدم إعطاء مجال للفراغ ليتلاعب بالإنسان وهذا يساعد العلاج تخطي هذه المرحلة، أنا متأكد أن هذه مرحلة عابرة إن شاء الله تعالى فقط اجعلي لنفسك مجالا للتفكير الإيجابي وأن تكوني أكثر تفاؤلاً وعيشي المستقبل بأمل ورجاء والماضي من تحرش وخلافه، هذه كلها تجارب نعتبرها سلبية بالطبع لكن الإنسان لا يجب أن لا يكون حبيساً وسجيناً لها، أنت مدركة وتعرفين ما هو الخطأ والصواب وبينما ما هو مفيد وبينما مضر، سوف تستطيعين إن شاء الله تعالى أن تشقي طريقك بصورة إيجابية جداً، هذا هو الذي أنصحك به.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً