الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة التبول أصابتني بالقلق والوسوسة.. فماذ أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي بدأت منذ حوالي شهرين, عندما كنت مستلقيا على السرير, وفجأة أحسست بضربة قلب قوية في حلقي قلقت جدا، وزادت ضربات قلبي لثوان، وأحسست بالإرهاق الشديد، فتوجهت للدكتور، وقام بالكشف علي، وقياس الضغط، وكان سليما، وأيضا الحرارة كانت طبيعية 37 درجة, قال لي: توقف عن التدخين، والمنبهات، وبالفعل بدأت في التقليل، بعدها بيومين جاءتني نفس الضربة، والقلق، وزيادة الضربات, توجهت بعدها مباشرة لمتخصص، وأعطاني اندرال، وطلب مني مجموعة فحوصات للغدة الدرقية، وبالفعل عملت فحوصات الدم, صورة للدم، وكانت جيدة، ولم يكن هناك أنيميا.

عملت فحوصات الغدة الدرقية، وكانت أيضا سليمة، عملت إيكو، وكان أيضا سليما، وقال لي الطبيب: لم تكن تحتاجه, وقال لي: ابتعد عن التدخين، والمنبهات، وتجنب القلق, وبالفعل توقفت عن التدخين، ولم أعد أشرب كثيرا من المنبهات، -والحمد لله- لم تعد تأتي الضربات هذه.

مشكلتي الحالية أني أذهب للحمام كثيرا، أحيانا تصل لـ 9 مرات في اليوم، ويكون بكميات متوسطة، وأحيانا في الصباح يكون لون البول مركزا جدا, قمت بعمل قراءات السكر أكثر من مرة، وكانت طبيعية جميعا, الآن أعاني أحيانا من وجع في المثانة، وأحيانا قليلة في الجانبين, علما بأني كنت عملت تحليل وظائف كلى كريتانين، وكانت طبيعية 1.2، أصبحت قلقا وموسوسا جدا! ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالذي أتصوره في حالتك أن لديك بعض الميول القلقية، وهذه تدفعك كثيرًا؛ لأن تشعر بوظائفك الجسدية بشيء من المبالغة والتضخيم، وهذا نشاهده كثيرًا لدى الذين يعانون من القلق، هذه لا أعتبرها حالة مرضية، هي ظاهرة نفسية حقيقة، ويظهر أن جهازك العصبي سريع التأثر والانفعال، وهذا يظهر جليًّا في موضوع التدخين وتناول المهدئات، وتزايد ضربات القلب.

فالذي أقوله لك أن حالتك حالة قلقية بسيطة، تعالج من خلال صرف الانتباه، وصرف الانتباه يكون من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، وممارسة وتطبيق تمارين الاسترخاء بالتزام شديد، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تنظر إليها فهي مفيدة جدًّا، وتوجه لكيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

الابتعاد عن المنبهات هو أمر طيب وممتاز جدًّا من ناحيتك، حاول أيضًا أن تنام مبكرًا، مع ممارسة الرياضة كما ذكرنا لك.

في موضوع زيادة تركيز البول والآلام التي تحس بها في المثانة: هذا يُعالج من خلال أن تشرب كميات أكبر من السوائل، وسوف يكون جيدًا أيضًا إذا قمت بتحليل البول، أو عمل مزرعة له، وإذا اتضح وجود أي التهابات أو شيء مماثل فهذا يتم علاجه بصورة سهلة جدًّا - إن شاء الله تعالى -.

أيها الفاضل الكريم: حالات القلق التي تؤدي إلى الأعراض النفسوجسدية، كما ذكرت لك: الرياضة، وتمارين الاسترخاء تعتبر هي الأسس الرئيسية للعلاج، أضف إلى ذلك: ليس هنالك ما يمنع تناول دواء خفيف جدًّا مثل عقار (دوجماتيل) والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد) وهو موجود في مصر، وتكلفته بسيطة جدًّا.

يمكنك أن تتناول الدوجماتيل بجرعة كبسولة واحدة ليلاً، وقوة الكبسولة هي خمسين مليجرامًا، تناولها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها كبسولة واحدة في المساء لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

وهذا - إن شاء الله تعالى – سوف يساعدك كثيرًا في التحكم في أعراض المثانة العصبية، والتي نعني بها كثرة أو زيادة الرغبة في الذهاب إلى بيت الخلاء (الحمام)، وهذا أيضًا قد يكون ناتجًا من وجود بعض الالتهابات كما ذكرت لك، فأرجو أن تقوم بالفحص، وفي ذات الوقت أرجو أن تصرف انتباهك تمامًا من خلال ما ذكرته لك، وأن تجتهد في دراستك، وأن تعيش حياة صحية متوازنة، وأقصد بذلك أن تتجنب السهر، وأن يكون الغذاء متوازنًا، وأن تدير وقتك بصورة صحيحة، وأن تكون حريصًا على الصلاة في وقتها، ولا بد أن يكون لك نصيبًا من تلاوة القرآن، وعليك بالدعاء والذكر وبر الوالدين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً