الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس وأفكار تشاؤمية حول حدوث مكروه لأهلي.. هل أتناول البروزاك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على كل ما تقدمونه لخدمة الإسلام والمسلمين.

أنا مصابة بمرض الوسواس القهري (أفكار عدوانية) منذ 10 سنوات تقريبا، وهذه الأفكار تأتيني بصفة مستمرة، ولا أستطيع السيطرة عليها، ومحور هذه الأفكار تدور حول حدوث سوء ومكروه لأهلي فقط (أمي إخواني أخواتي) دون غيرهم مثل فكرة مرض أحدهم، وحصول حادث لأخي -لا سمح الله- وغيرها كثير، بعض هذه الأفكار تحدث، وتتحقق على أرض الواقع، بل معظمها.

أرشدوني -جزاكم الله خيرا- ماذا أفعل؟ فأنا لا أعرف طبيبة نفسية، ولا مستشفى مختصة بذلك، ولا أستطيع الذهاب لها، وعرفت أنني مصابة بهذا المرض من خلال الإنترنت.

ولم أعرف أنني مصابة به إلا منذ وقت قريب حوالي سنتين، ولم أتناول أي دواء، وأفكر الآن في تناول البروزاك بدون وصفة طبية؛ لأنه ليس لدي حل غيره، فأرجو منكم توضيح الجرعات اللازمة، أو أرشدوني إلى دواء آخر مثل البروزاك في مفعوله.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أنت تعانين بالفعل من علة الوساوس التوقعية، وأنت ذكرت أنها أفكار عدوانية، ولم توضحي حولها كثيراً، لكن الوصف الذي ورد في رسالتك حول الأفكار التي تدور حول حدوث سوء ومكروه لأهلك، هذه وساوس توقعية وتشاؤمية نجدها لدى بعض الناس.

من أفضل وسائل العلاج أن لا يكون الإنسان متطيراً، وأن يتوكل على الله تعالى وحتى إن تحقق بعض ما يأتيه من وسواس، فهذه طبيعة الحياة يحصل فيها الخير، ويحصل فيها الشر، ليس معنى هذا أن الأفكار هي التي جلبت الحدث الذي حدث، إنما هذه هي طبيعة وسنة الحياة وطبيعة الأشياء، أنت من جانبك حقري هذه الأفكار، واطردي هذه الأفكار، واشغلي نفسك بأشياء أخرى مفيدة، وغيري نمط حياتك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك أنه مفيد وجيد، ومقترح البروزاك مقترح ممتاز لكي تتحصلي على الفائدة الكلية للبروزاك.

يجب أن تلتزمي بالجرعة الدوائية، ومدة العلاج ويتميز البروزاك أنه دواء سليم، ويسبب الإدمان ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، ومدة العلاج يجب أن لا تقل عن ستة أشهر، وهذه أقل مدة، مراحل العلاج الدوائي تقسم إلى جرعة تمهيدية، أو جرعة بداية، ثم جرعة علاج، ثم جرعة وقائية وتوقف.

ابدئي في تناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرين مليجرام بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعلي الجرعة كبسولتين في اليوم، وهذه هي الجرعة المطلوبة في حالتك استمري عليها لمدة أربعة أشهر بكل التزام، ثم بعد ذلك خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر ونصف، ثم اجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هنالك دراسات كثيرة أشارت إلى أن الوساوس في أصلها أو أحد مكوناتها الرئيسية هو القلق النفسي، والقلق النفسي يستجيب للعلاج، ولتمارين الاسترخاء بصورة ممتازة، فلذا أرجو أن ترجعي إلى استشارة إسلام ويب تحت الرقم (2136015) اطلعي عليها، ويجب أن تلمي بكل التفاصيل البسيطة المكتوبة فيها وتطبيقها بكل حذافيرها، والتزمي بالتمارين صباحا ومساءً لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل، بعد ذلك اجعليها مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجدين فيها فائدة كبيرة جداً.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً