الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لدي تكيس في المبايض؟ أم أن هناك خطأ في التشخيص؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري (24) عاماً، وطولي (153) ووزني (43) في هذا الشهر عانيت من استمرار نزول دم الدروة الشهرية ما يقارب الشهر، مع أنها في الأشهر السابقة كانت شبه منتظمة، تتأخر عن موعدها كل شهر ما يقارب (4 -5) أيام، ودورتي المعتادة 7 أيام.

ذهبت لدكتورة نساء، وضحت لها حالتي، وأني لا أعاني من أي أمراض أو أعراض أو تغيرات أخرى، طلبت مني عمل أشعة تلفزيونية على الحوض، وتحاليل لهرمون الحليب والغدة الدرقية، نتيجة الأشعة وضحت أن لدي تكيساً في المبايض، وهرمون الحليب (11.74) والطبيعي يكون (3.4 - 24.5) وهرمون الغدة الدرقية (0.771) والطبيعي يكون (0.27 - 4.2) وأوصتني باستخدام حبوب (duphaston) ثلاث حبات في اليوم كل (8) ساعات لمدة أسبوعين، وبعدها تأتيني الدورة، وفي الخامس منها أستخدم حبوب (progyluton) حبة يومياً لمدة (3) أشهر، والآن مر على استخدامي للحبوب (3) أيام، ولاحظت أن كمية الدم قليلة جداً.

فهل تشخيص الدكتورة صحيح؟ ثم ألتزم بأخذ الأدوية؟ لأني قرأت وسمعت عن أعراض التكيس وأن معظمها ليست لدي!! وما رأيكم في نتائج التحليل؟ هل هي طبيعية أم ماذا؟

شاكرة لكم جهودكم واهتمامكم.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بالفعل -يا عزيزتي- لا يمكن فقط من خلال ما حدث معك القول بشكل مؤكد بأن لديك حالة تكيس في المبايض؛ لأن رؤية بعض التكيسات على المبيض بالتصوير التلفزيوني لا يعتبر كافياً لوضع هذا التشخيص, فالتكيسات الصغيرة على المبيض لا تدل دائماً على وجود مشكلة فيه, بل قد تكون عبارة عن أجربة البويضات الطبيعية، والتي هي في طريقها إلى النمو والتطور, أي أنها مرحلة طبيعية في تطور الجريبات وليست تكيساً, لذلك فإن تشخيص تكيس المبايض يجب أن يعتمد على عدة عوامل, وليس على التصوير التلفزيوني فقط، والعرض الأساسي والمهم لتكيس المبايض هو حدوث تباعد شديد (يجب أن يكون أكثر من أسبوع) أو حتى انقطاع في الدورة الشهرية, ثم نزول الدورة بعد هذا بشكل غزير ومديد.

بالنسبة لك فإن الدورة لا تتأخر إلا لبضعة أيام فقط, أي أنه يمكن اعتبارها طبيعية ومنتظمة, كما أنه لا يوجد لديك أي من أعراض تكيس المبايض، مثل زيادة الشعر وظهور الحبوب, ولذلك لا يمكن من الآن القول بأن لديك تكيس مبايض.

اضطراب الدورة الشهرية: إن لم يتكرر لأكثر من 3-4 مرات خلال السنة، فيمكن اعتباره ضمن الحدود المقبولة, بمعنى أنه إذا كانت الدورة الشهرية منتظمة لثلاثة أشهر متتالية ثم في الشهر الرابع حدث فيها اضطراب ما, سواءً كان على شكل تقديم أو تأخير, أو طالت مدة نزول الدم بعض الشيء, أو كانت غزيرة, فيمكن اعتبار هذا الأمر مقبولاً, ويندرج ضمن الطبيعي, ولا يدل على مشكلة، ولا يحتاج إلى علاج, لكونه حدث مرة واحدة, والسبب هو أن الدورة تتأثر بعوامل كثيرة، منها الحالة النفسية, والمرض, وتغير الجو, وغير ذلك, فمثلاً لو أصيبت الفتاة بالأنفلونزا، أو مرت بظرف أو شدة نفسية كالامتحانات مثلاً, فمن المتوقع حينها أن يحدث اضطراب مؤقت في الدورة, وبالنسبة لك فإن هذا الاضطراب يحدث لأول مرة.

بالنسبة لتحليل هرمون الحليب وتحليل الغدة الدرقية, فإنها تعتبر طبيعية تماماً, ولكن هنالك أيضاً تحاليل لهرمونات هامة تساعد في تشخيص تكيس المبايض أو نفيه لم يتم عملها لك، وهي: (LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-DHEAS) ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم للدورة، كنوع من الاحتياط، وللتأكد أكثر من عدم وجود اضطراب هرموني خفي.

إن كانت هذه التحاليل طبيعية فاطمئني, وهنا يكفي تناول حبوب الدوفاستون فقط، بمعدل حبتين يومياً, لمدة 10 أيام, ثم التوقف عنها، وستنزل الدورة خلال 2-5 أيام إن شاء الله, ثم بعد ذلك لا داعي لتناول أي علاج, بل يجب مراقبة الدورات القادمة لمدة ثلاثة أشهر, وتسجيل تواريخ البدء وتواريخ الانتهاء بدقة, فإن عادت الدورة منتظمة كما كانت في السابق, حتى مع تأخير بضعة أيام فقط (لا تتجاوز 7) ,فهنا يكون كل شيء طبيعياً، ولا مشكلة عندك إن شاء الله, ولا داعي لتناول أي علاج إضافي، لكن إن حدث وأصبحت الدورة تتأخر لأكثر من 7 أيام فيما بعد, فهنا يمكن تناول حبوب تنظيم الدورة من النوع الثنائي الهرمون لبضعة أشهر.

أحب أن أنبهك إلى أن وزنك يعتبر ناقصاً بشكل كبير عن الحد الطبيعي, وقد يكون هذا سبباً لاضطراب الدورة فيما بعد؛ لأن طلائع الهرمونات الأنثوية تتشكل من المواد الدهنية في الجسم, فإن لم يتوافر ما يكفي من الدهون, فإن الهرمونات لن تتشكل بكمية كافية, وأنصحك أن تعملي على زيادة وزنك بمقدار 8-10 كلغ, ليتناسب مع طولك, وهذا سيكون كافياً في أغلب الحالات لتنتظم الدورة بشكل ممتاز.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.
_______________________________________________

انتهت إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم، وتليها إجابة الدكتورة/ منصورة فواز سالم:

التكيس على المبيض يحدث بسبب عدم قدرة البويضات على الانفجار والخروج خارج الرحم، وهو الذي يؤدي إلى تكيس البويضات، والتكيس له أعراض مثل اضطراب أوشح أو قلة الدورة، بالإضافة إلى زيادة نشاط هرمونات الذكورة، وبالتالي زيادة حب الشباب، وأحياناً نمو زائد للشعر في غير أماكنه الطبيعية، مع السمنة.

فإذا كنت تعانين من هذه الأعراض يجب عمل سونار على المبايض، لتأكيد وجود تكيس من عدمه، خصوصاً وهرمون الحليب عندك طبيعي، وكذلك هرمونات الغدة الدرقية، لذلك يمكن إعادة تحليل هرمون الحليب مرة أخرى، مع عمل السونار، ومراجعة تلك التحاليل مع الأعراض كما قلنا السمنة، وخلل الدورة، والشعر الزائد، وحب الشباب.

الأدوية التي أخذتها تنظم الدورة، ولكن لا تعالج التكيس، والتكيس له أدوية أخرى، مثل جلوكوفاج وكبرجولين، مع ممارسة الرياضة، وعمل حمية غذائية لإنقاص الوزن، ولكن كل ذلك يجب أن يكون من خلال متابعة مع طبيبة متخصصة في حالات العقم، لدرايتها الكاملة بما تقول وتفعل، طبعاً بعد توفيق الله.

إذا تحسنت الأمور، بعد ذلك يمكن البدء باستخدام دواء كلوميد لتنشيط المبايض، وإذا كنت متزوجة تركيز الجماع في منتصف الدورة الشهرية، وهناك بعض الجراحات للتخلص من التكيس، ويتم مناقشتها مع أطباء الجراحة المختصين.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً