الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف عند مواجهة الآخرين والتحدث إليهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمري 17 سنة، عندي مشاكل كثيرةٌ، وأشعر أن بعضها يتحسن وبعضها يزداد تعمقاً وخطراً، وهي كالتالي:

• ثقتي بنفسي ضعيفةٌ جداً، وتنقص إذا نعتني شخصٌ بصفةٍ سيئةٍ.
• القدرة على التعبير عندي سيئة جدا، فلما أتكلم مع شخصٍ مهمٌ مثلاً تجدني أرمي الكلمات من هنا وهناك، ومثلاً لو حكيت له نكتةً لا تجده يضحك؛ لأن أسلوبي مملٌ جداً.
•هناك كلماتٌ لا أنطقها جيداً.
•لا أنظر في عيني الشخص الذي أتكلم معه، ولو وجدت أنه ينظر معي لازداد التوتر والقلق والخوف، وأفكر مباشرةً في الهروب من اللقاء، خاصةً مع الجنس الآخر يصبح عندي انهيارٌ داخليٌ، ويتجمّد لساني عن الكلام.
أرجو أن تعطوني حلولاً.

عندي مشكلةٌ أخرى وهي: أني لما أفسد لقائي مع شخصٍ ما، أعود إلى البيت وأقول: لماذا لم أقل له هكذا وهكذا؟ يعني أنا أعرف كيف أتكلم، لكن عندما أذهب للمواجهة لا أتكلم بطلاقة أبداً، ومع أقرب الناس أيضاً أسلوب كلامي غير مفهوم، وتجدني ألقي بكلماتٍ متناثرة المعنى.

لدي مشكلةٌ بالكلام، وهي الصوت خشنٌ جداً، ولكنه منخفضٌ خاصةً في الأماكن العامة التي بها ضجيجٌ، لا أدري ما المشكلة! مع العلم أني تعرضت لضربةٍ مؤلمةٍ على الرقبة، وبالذات في الحنجرة، أتذكر أني لم أقدر على الكلام حينها، وذهب صوتي تماماً، وبعد يومين عاد الكلام لكن بصعوبةٍ شديدةٍ.

هل للعامل النفسي علاقةُ، لأني أعاني من ضعف ثقة بالنفس؟ وهل انخفاض الصوت عندي سببه الضربة التي تعرضت لها، أم هو مشكلة نفسية فقط؟ وهل هناك طبيبٌ خاصٌ بأمور الصوت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أرجو أن لا تجسّم حجم مشكلتك، فهي بسيطةٌ جداً، فأنت تمر بمرحلةٍ عمريةٍ قد تتسم بعدم الاستقرار النفسي، وافتقاد النضوج الوجداني، وتكون هنالك وسوسةُ، وعدم تأكدٍ من الذات. وهذه مرحلةٌ طبيعيةٌ جداً، وإن شاء الله تعالى تمر الفترة بسلام، ومدة هذه الأعراض والتغيرات غالباً محدودةً وعابرةً وليست مدةً طويلةً، هذا هو الأمر الأول.

الأمر الثاني: العلاج يكون عن طريق الانصراف، أن تصرف انتباهك تمامًا عن هذا الذي يزعجك.

الانصراف يكون من خلال إدارة الوقت بصورةٍ جيدةٍ، أنت الآن مطالبٌ بالاجتهاد في دراستك، والتواصل الاجتماعي الجيد، وأن تكون لك صدقاتٌ مع الشباب الطيبين والصالحين والمتميزين، والرفقة الطيبة والخلة الممتازة تعطي دافعاً كبيراً جداً.

أمرٌ أخرٌ مهمٌ وهو أن تكون لك مشاركةٌ فعالةٌ في المنزل، بر الوالدين مهمٌ، وهو يشرح القلب، وييسر الأمر، وفيه أجرٌ عظيمٌ، وابحث عن هذا وسوف تجد ذلك إن شاء الله تعالى.

أريدك أن تمارس الرياضة، على الأقل بمستوى ثلاث مراتٍ في الأسبوع مهمةٌ جداً، أي نوع من الرياضة، كرة القدم ، والجري، والمشي، وكل ما يتيسر لك.

أنا أطالبك أيضاً بأن تضع برنامجاً يومياً تحدد فيه الأنشطة التي تود أن تقوم بها، وتخصص وقتاً للراحة، ووقتاً للدراسة، ووقتاً للعبادة، ووقتاً للترفيه عن النفس، هذا كله من حقك، وهذه هي الطريقة الصحيحة والتي تجعلك تثق في نفسك أكثر.

بالنسبة لموضوع الصوت وانخفاضه، أعتقد أن ثقتك في مقدراتك قليلةً بعض الشيء، وهذا هو الذي أعطاك بعض الشعور، لكن اذهب إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة هذا سوف يكون من الأفضل، الطبيب سوف يقوم بفحص الحبال الصوتية، وهذا هو المهم، وسوف يرى إذا كانت الضربة أثرت أم لا! أنا لا أعتقد أن للضرب أي نوعٍ من الأثر السلبي.

عليك بالقراءة وخاصة القراءة خارج النطاق الأكاديمي الدراسي، وهنالك كتبٌ ممتازةٌ معروفةٌ، مثل كتب العبقريات الأربعة للعقاد ومن الكتب الرائعة جداً، اكتساب الإنسان للمعرفة دائماً مهمٌ ويزيل عنه الخوف والتوتر، تمارين الاسترخاء مطلوبةٌ في حالتك، وإسلام ويب لديه استشارةٌ تحت الرقم ( 2136015)، أرجو أن تطّلع عليها وتطبق ما بها من إرشاد.

أنت تقول أن كلامك غير مفهومٍ ومشتت، هذا كله ناتجٌ من القلق وعدم الثقة في نفسك، لذا أنا طلبت منك أن تقرأ وتكثر من القراءة، ويمكنك القراءة القصيرة أكثر من مرة، ثم تقوم بحوار نفسك حول الذي قراءته، ومن ثم توصل إلى من هم حولك حين تكون هنالك مناسبةٌ، أو في أي وقتٍ ملائم.

أيها الفاضل الكريم هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأنت لست في حاجةٍ إلى أي علاجٍ دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً