الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صعوبة ورهبة عند التواصل مع زملائي في الجامعة.. أغيثوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكورين على مجهودكم الرائع، وجزاكم الله كل خير.

مشكلتي أني أخاف أتكلم مع الناس كي لا أقع في أخطاء كلامية، أو أبدل بعض الحروف ببعض، أو بعض الكلمات ببعض، وهذا يسبب لي الحرج والارتباك.

الآن قررت أني من الأفضل أن أكون صامتا، ولكني لا أستغرب في ذلك، أريد أن أتحدث مع الناس بكل طلاقة، ولكني أخاف من الأخطاء، والابدالات في الكلام، والحروف مع العلم أن عندي بعض الانحراف في حرف الراء، والتاء قريبا من مخرج الدال، وفي بعض الأحيان يدخلان على بعضهما البعض، والفاء ثقيل بعض الأحيان، ولم أعد أقدر على التحمل بسبب شدة الضيق الذي أعيشه!

بالنسبة للنقطة الثانية فإنها ترتبط بالجامعة حيث أني أجد صعوبة في التعامل مع زملائي من حيث عدم مقدرتي على التواصل معهم مما يضطرني أن أصمت، ولا أتحدث، وإذا تحدثت أخاف من وقوعي في الأخطاء من غير قصد من حيث إبدال بعض الحروف في الكلمة، أو بعض الكلمات ببعض.

وأعانى من ضعف التركيز، ولا أعلم من ماذا، بحيث أني لا أستطيع على التحدث عن شيء مكون من عدة عناصر، وأتشتت أثناء الحديث، ولا أعلم في بعض الأحيان عن ماذا أتحدث لبرهة من الوقت، أجد صعوبة في التواصل مع زملائي في الجامعة، وعندما أتحدث لا أجد ما أتحدث فيه، ولا أجيد فتح مواضيع للنقاش، ولا التعبير عما بداخلي بسهولة.

أغيثوني بالله عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي: نحسب أن مشكلتك بسيطة، الخوف عند الكلام مع الناس ناتج من إصابتك بشيء من الرهبة، وفي نفس الوقت لديك اعتقاد وسواسي، وهو أنك سوف ترتكب أخطاء، ضعف تواصلك مع زملائك بالجامعة هو أيضا ناتج من قلق المخاوف.

أما بالنسبة لمشكلة التركيز، فهي بالطبع ناتجة من القلق، إذن تشخيص حالتك هو أنك تعاني من قلق المخاوف من الدرجة البسيطة، وهذا -أيها الفاضل الكريم- يعالج من خلال بعض الأدوية، أو حقيقة دواء واحد يعرف عنه أنه جيد لعلاج المخاوف، إن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي، فهذا جيد، فإن لم تستطع فالدواء يعرف باسم مودابكس فهو متوفر في مصر إذا كان عمرك أكبر من (18) عاما، فنحن نصرح لك باستعمال الدواء.

أما إذا كان عمرك أقل من ذلك، فلا ننصحك بتناول أي دواء دون الذهاب إلى الطبيب، الدواء يعرف باسم مودابكس كما ذكرت لك، واسمه العلمي سيراتللين، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بنصف حبة أي (25) مليجراما يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة خمسة أشهر ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء هذا دواء سليم، وذوا فعالية ممتازة لعلاج قلق المخاوف الوسواسي الذي أحد مكوناته الرهاب الاجتماعي.

الجوانب العلاجية الأخرى هو الذهاب إلى أحد المشايخ في مراكز التحفيظ، أو أمام مسجدك لتتعلم منه مخارج الحروف، هذا التداخل في حرف الراء والتاء حين تتدرب على مخارج الحروف -إن شاء الله- سوف ينتهي تماماً وقطعاً الدواء سوف يعطيك الفرصة ليخفف من ورعك، وقلقك، وخوفك، وهنا سوف تستفيد أكثر من تعلم مداخل ومخارج الحروف.

بالنسبة للتخوف من الكلام مع الناس هذا مجرد اعتقاد خاطئ ناتج من القلق، فأرجو أن تحقر الفكرة وأن تعرف أنك لست بأقل في مقدراتك من الآخرين، يجب أن تتواصل على النطاق الأسري، وهذا مهم جداً، حين تعرض نفسك للتواصل الأسري، وتكون فعالاً، وتأخذ المبادرات هذا يعطيك فرصة عظيمة جداً للتواصل مع الآخرين.

مارس الرياضة مع زملائك في الجامعة، وفي ذات الوقت انخرط في الأنشطة الجامعية غير الأكاديمية، وهذا يقوي من شخصيتك تماماً، ويرفع من مقدراتك ويجعلها رصينة، وهذا -إن شاء الله تعالى- يعطيك رضا كاملا عن نفسك بأنك أصبحت أحسن حالاً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً