الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الرهاب؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من رهاب الساح منذ 9 سنوات, يبدأ معي تدريجيا, حيث أصبحت أسير المنزل, لا أسافر, ولا أخرج بعيدا عن المنزل, ولا أحب زحام السيارات.

حاولت أن أكسر هذا الخوف لكن نوبة الهلع تسيطر علي, رغم أني واجهتها أكثر من مرة, وتغلبت عليها.

سؤالي: أنا أريد أن أتعالج علاجا سلوكيا معرفيا ودوائيا, ولكني متخوف كثيرا من الدواء الذي سيصرف لي, فهل يسبب الإدمان أو السمنة؟ وهل سيقضي على مشكلتي مع العلاج المعرفي إذا التزمت به وبتعليمات المعالج؟

أفيدوني.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي مشكلتك واضحة جدا ومحددة, وهي رهاب الساح كما ذكرت وتفضلت، العلاج له مكوناته السلوكية, ومكوناته الدوائية, وكلاهما متمم لبعضهم البعض.

العلاج السلوكي يتميز بأنه يمنع حدوث الانتكاسات، والعلاج الدوائي أشد فعالية في النفع الآني, ولكن الذي لا يطبق العلاج السلوكي حين يتوقف عن الدواء احتمال الانتكاسة كبيرة جدا.

أخي الفاضل: لا بد أن تأخذ الأمور بجدية لمواجهة مصادر مخاوفك, وتعلم وتقتنع قناعة كاملة أن هذه المخاوف مخاوف سخيفة, وأنك لا تعاني من ضعف في الشخصية, أو ضعف في الإيمان، وأنك مثل الآخرين والبشر هم البشر، إذن تغير المفاهيم ضروري جدا.

ثانيا: عليك أن تكون حريصا على بر الوالدين فهو يبعث الطمأنينة في نفس الإنسان, ومتى بعثت الطمأنينة يحس الإنسان بالأمان من الخوف.

ثالثا: كن حريصا على الصلاة في المسجد, هذا علاج حتمي لرهاب الساح، وكن دائما في الصفوف الأمامية, حتى وإن حصلت لك بعض المعاناة في بداية هذا النوع من التعريض.

رابعا: إسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) تخص تمارين الاسترخاء, ووجد أنها علاج رئيسي جدا لعلاج جميع أنواع المخاوف؛ لأن المخاوف في الأصل لها مكون من مكونات القلق النفسي الشديد.

خامسا: بعد أن تكون قد بدأت الخروج التدريجي, أو ما نسميه التحسين التدريجي من خلال الذهاب إلى المسجد، توسع بعد ذلك من نسيجك الاجتماعي وشبكة تواصلك، استفد من وجودك في المدرسة، انخرط في الجمعيات الثقافية, والأنشطة الاجتماعية والرياضية، هذا تفاعل ممتاز، إن شاء الله تكون نتائجه رائعة جدا بالنسبة لك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فأنا أقول لك إن الأدوية مهمة, والحمد لله تعالى توجد لدينا أدوية غير إدمانية، وموضوع زيادة الوزن قد يحدث في بعض الأحيان, ولكنه يكون بسيطا, وهنالك تفاوت فيما بين الناس، ومن يتحكم في طعامه ويمارس الرياضة قطعا لن يكون هنالك مجال لأن يزيد وزنه, فلا تحرم نفسك من نعم العلاج.

وأنا أرى أنك إذا ذهبت إلى طبيب نفسي هذا سوف يزيد من قناعاتك إضافة إلى ما ذكرناه لك، الدواء الممتاز للعلاج هذا النوع من الرهاب هو عقار زولفت, والذي يعرف باسم سيرتللين, والعلاج في حالتك أنت يبدأ بحبة واحدة, تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، ثم اجعلها حبة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم حبة ليلاً يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر, ثم توقف عن تناول الدواء.

إذن أيها الفاضل الكريم: العلاج هو دواء، وعلاج سلوكي، وبعد أن يتم التوقف عن الدواء لا بد أن يكون هنالك متابعة وتطبيق للمنهج السلوكي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً