الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري والاكتئاب، وهل الأدوية التي أستعملها لها آثار؟

السؤال

السلام عليكم ..

أنا أعاني من الوسواس القهري والاكتئاب، وآخذ أدوية حالياً
Anafronil 25 وِ15 ABILIA، ولقد تحسنت -الحمد لله - كثيراً.

ولكن الوسواس إلى الآن، وأشعر أنى كل ما أفكر في شيء، يسمعوني الناس، فهل فعلا هم يسمعوني؟ أرجوكم قولوا لي نعم أم لا؟ وسأرتاح والله لو أجبتم بنعم أم لا؟ وهل الأدوية هذه لها آثار بعد ذلك على الزواج أو الولادة؟ علما ًبأني لست متزوجة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبالنسبة لهذه الوساوس التي تأتيك مع ما ذكرته من شعورك بأن الناس يطلعون على أفكارك ويسمعونها: هذه حالة معروفة في الطب النفسي وتتطلب علاج منتظم، وعقار (أبلايا ABILIA) والذي أعتقد أنه (إبليفاي) هو من الأدوية الجيدة والممتازة والفاعلة جدًّا، أما بالنسبة للأنفرانيل Anafronil فهو دواء يعالج القلق الوسواسي وكذلك الاكتئاب.

الجرعة التي وصفها لك الطبيب من الأنفرانيل لا بأس بها، لكنها ربما تكون محتاجة لأن ترفع إلى خمسين مليجرامًا، فاستمرارك على الدواء وإتباع الإرشادات الطبية والمتابعة مع الطبيب هي الأسس التي أناشدك أن تطبقيها وأن تحرصي عليها، أنت صغيرة في السن نسبيًا، وهذه الأمراض آثارها على صغار السن ربما تكون شديدة نسبيًا إذا لم يحرصوا على علاجهم، لكن الذين يحرصون على العلاج - إن شاء الله تعالى - يعيشون حياة طيبة، ولا تظهر لديهم أي صعوبات في حياتهم.

بالنسبة لهذه الفكرة: أنا أقول أن الناس لا يسمعون أفكارك، لا يقرءون أفكارك، لا يطلعون على أفكارك، أبدًا، هذا مستحيل، وهذا غير موجود، وأنا أحترم مشاعرك تمامًا، لذا أود أن أقول لك وبكل صراحة علمية أن هذه الأفكار التي تسمعينها هي ناشئة من داخل نفسك، ولا دخل للآخرين بها، فأرجو أن تطمئني، استعيذي بالله العلي العظيم من هذه الأفكار ومن الشيطان الرجيم، واصرفي انتباهك من خلال الاجتهاد في الدراسة، مجالسة أهلك وصديقاتك، الإكثار من الاستغفار، ممارسة أي رياضية جسدية تناسب الفتاة المسلمة، هذا فيه خير كبير وبركة - إن شاء الله تعالى -.

بالنسبة لتأثير الأدوية: هذه الأدوية ليس لها تأثير على الزواج، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح.

أما بالنسبة لموضوع الحمل وتأثير الأدوية النفسية، فالقانون الرصين والمقبول هو ألا تتناول المرأة أية أدوية أثناء الحمل إلا إذا كانت هنالك ضرورة، وأكثر فترة يتخوف منها الأطباء هي فترة الحمل الأولى -فترة تخليق الأجنة - هذه ربما تؤثر بعض الأدوية تأثيرًا سلبيًا، وبفضل من الله تعالى هذه الأدوية الآن أصبحت معلومة لدرجة كبيرة، وعقار أنفرانيل مثلاً يعتبر من الأدوية السليمة مائة بالمائة في جميع مراحل الحمل، أما الـ (إبليفاي) أو (أبلايا) فلا يعتبر من الأدوية السليمة في أثناء الحمل، وإن لم تسجل ضده أي تغيرات في تكوين الأجنة، إلا أنه حتى الآن لم يؤخذ تصديق السلامة التي تقرره الشركة الصانعة للدواء.

فالخيارات الحمد لله كثيرة وموجودة، والعلم في تطور تام، وأؤكد لك مرة أخرى أن الأطباء على اطلاع ومعرفة بوصف الأدوية في فترة الحمل أو في مرحلة الرضاعة.

أرجو أن تطمئني، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً