الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي مشكلة في الحصول على عمل بسبب لحيتي، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 26 عاما، أعاني من مشاكل في العمل، وطلب العلم الشرعي، لا أستطيع أن أحصل على عمل لأني ملتحٍ، ويشترطون علي تقصيرها، ولكن إذا قصرتها لن أستطيع أن أقوم بأمر الدعوة، فما نصيحتكم؟ وهل ثمة جهات خيرية لمساعدة طلبة العلم؟

أريد أن أفتح محلاً صغيراً لكي أستطيع مواصلة دراستي، ولكن ليس لدي المال الكافي، أرشدوني.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -ابننا الفاضل- في هذا الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على طلب العلم الشرعي، وهذا الحرص على الرغبة في الدعوة إلى الله تعالى.

وأرجو أن تعلم أن الإنسان ينبغي أن يراعي الوضع الذي هو فيه، ويتجنب الأمور التي تجلب له الحرج، ولا أظن تقصير اللحية مانعاً من الدعوة إلى الله تعالى، فاحرص على أن تعمل وفق المتاح لك، والله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها، وأنت -ولله الحمد- على خير.

أما بالنسبة للعمل: فعليك أن تسعى وتجتهد في القيام بواجباتك، واعلم أن الله هو الرزاق سبحانه وتعالى، فتوجه إليه، وواظب على الصلاة، وأكثر من الاستغفار، والزم تقوى الله تعالى، واجتهد في أن تتقن العمل الذي تقوم به، وراقب الله تعالى في عملك، واعلم أن البركة هي المطلوبة، وهي العبرة الأساسية، فليس الأساس في الأرزاق بكمية هذا الرزق، ولكن بما فيه من بركة.

والبركة لا تحصل إلا للذين قال الله تعالى عنهم: { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}، فوصيتنا لك أن تلزم طريق المتقين، وأن تواظب على كثرة السجود لله رب العالمين، وأن تجتهد في تحسين وضعك بالبحث عن العمل المفيد.

ونحن من جانبنا إذا أتيحت فرصة لن نقصر معك ولا مع غيرك، ولكن دائماً الإنسان ينبغي أن يسعى في تطوير مهاراته، ويسعى ويجتهد في البحث عن عمل، ويتجنب الأمور التي تعيق مسيرته الدعوية، أو مسيرته العملية.

ونسأل الله تعالى أن ييسر أمرك وأمر كل طالب خير، وأن يرينا في كل من لا يريد بالمسلمين خيراً عجائب قدرته، وأن يلهمنا وإياك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً