الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ساعدوني في التخلص من حالة الخوف والفزع

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أحب أشكركم على تعاونكم وجزاكم الله خيرا.

أنا متزوجة منذُ سنة، ولم يحدث حمل، ومن حوالي أربع شهور تقريباً في رمضان جاءتني حالة اختناق وأنا نائمة، وكان لدي ارتجاع في المريء، وقولون عصبي، والصيام يتعبني.

بعد ذلك أخذت علاج وتحسنت نوعا ما، ولكن من ساعتها وأنا نفسيتي مدمرة، وأصبحت أكره البيت، وأخاف أن أجلس لوحدي خوفا من أن أموت، بقيت أفكر في الأمراض، وعندي حالة خوف وفزع، ومع العلم أيضا أني في الفترة الأخيرة كنت مضغوطة بسبب عدم حدوث حمل، ولكني أنا فعلا محتاجة لأحد يساعدني، ولا أستطيع أن أذهب لدكتور نفسي، ثم بدأت الأعراض تتطور لغاية ما بدأت ضربات قلبي تزيد، وصدري أصبح يؤلمني، وأرتعش، وأصبح رأسي يؤلمني، ذهبت إلى الدكتور وقال لي: قلبك سليم هذه حالة نفسية، وكتب لي دواء اسمه استابلون، ولكنني خائفة من أخذه، لأنني أسعى لأن أحمل، وقد قرأت لديكم على أكثر من علاج، فما رأيكم بخصوص دواء أسمه كافاكافا، وموتيفال، ولو كان هناك أي علاج لحالتي هذه من غير أدوية، فأرجوك ساعدني.

آسفة علي الإطالة، وعموماً أنا أعاني من حساسية في الأنف، وطولي 168 سم ووزني 77ك، وأنا حالياً أتابع مع طبيب نساء، ولكن أرجوكم ساعدوني في التخلص من حالة الخوف والفزع هذه، وأشعر أن عظام صدري تؤلمني، وكذلك أكتافي وظهري من فوق.

ولكم جزيل الشكر وبارك الله فيك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ش ر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

فإن حالتك هذه هي حالة من حالات الخوف والرهاب، وقد بدأت معك الحالة بالاختناق ثم ظهرت الأعراض الأخرى، وهي تدل أن تلك النوبة كانت نوبة هرع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد.

أنا أرى أن المشكلة الرئيسية الآن أنك تتوقعين القلق، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى المزيد من القلق وإلى مزيد من المخاوف، فأحد العلاجات السلوكية المهمة هي أن تحقري فكرة القلق والخوف، وتكوني إيجابية في تفكيرك، وكذلك في أفعالك، وهذا يتأتى من خلال تغيير نمط الحياة، وحسن إدارة الوقت، والاهتمام ببيتك وزوجك، والتواصل مع أهلك، والتزود بالمعرفة والعلوم الجيدة، وتلاوة القرآن، هذا كله - إن شاء الله تعالى -يجذب انتباهك إلى ما هو أفضل، ويحرك طاقاتك النفسية بصورة جيدة، مما يحاصر هذا القلق وهذه المخاوف.

تمارين الاسترخاء أيضًا مهمة، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك الرجوع إليها للاستفادة منها في علاج هذا التوتر والقلق.

هنالك أدوية كثيرة جيدة ومفيدة، وأفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) لكن لا نستطيع أن نقول أنه سليم مائة بالمائة في أثناء الحمل، لذا سوف نختار الدواء الآخر وهو عقار (بروزاك) والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) وله مسميات أخرى في دول مختلفة، لا أعتقد أن (الاستبالون) متميز لعلاج مثل هذه الحالات، كما أن الموتيفال والدواء الآخر ربما لا نضمن سلامتها في أثناء الحمل، لذا تناول الفلوكستين سيكون جيدًا بالنسبة لك، والجرعة صغيرة جدًّا، وهي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر (مثلاً) ثم بعد ذلك كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

وبالرغم من أن الدواء سليم جدًّا في أثناء الحمل، إلا أنه كنوع من التحوط إذا حدث لك حمل بمشيئة الله فلا أعتقد أنك سوف تكونين في حاجة إلى الدواء أصلا، وهنا يمكن أن تتوقفي عنه.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً