الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خائفة من الكلية التي سأدرس فيها ومحتارة من المستقبل.. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيبدأ دوامي في كلية، وسمعت أن الطالبات فيها لسن بجيدات، ولي صديقة تدرس فيها قبلي، تقول لي: إن البنات يمارسن بعض المعاصي.

وأنا من النوع الذي أنجر بسرعة، وعندما أنبسط لا أفكر إلا بعد ذلك وأندم، وأنا خائفة كثيراً أني أنجر، فكرت أن أتركها، ولكن مستقبلي أريد شهادة، وحتى لو تركتها في الدنيا شر كثير، أنا محتارة وخائفة من المستقبل، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابتنا الفاضلة ونسأل الله تعالى أن يلهمك السداد والرشاد وأن يعينك على الخير، وأن يستخدمنا، وأن يجعل طاعتنا خاصة لوجهه الكريم، أرجو أن لا تخافي من المستقبل لأن المستقبل بيد الله تعالى، فتفاءلي خيراً تجديه، واسألي الموفق أن يسددك، واسألي الحفيظ أن يحفظك، واسألي العليم أن يعلمك، واسألي الرحيم أن يرحمك، واسألي التواب أن يتوب عليك وعلينا، وما أحوجنا أن تكون عندنا الثقة بالله تعالى، فإذا هنالك سيئات فكوني أنت من الصالحات، وإذا كانت هنالك متساهلات فكوني أنت من الحريصات، ولا تستمعي للكلام الذي يقال، فالجامعة كغيرها من البيئات فيها الصالحات والطالحات، والتي تريد الصالحات تجد الصالحات، والتي تريد أهل الشر العياذ بالله ستجد ما تريده، فكوني أنت ممن تختارين الخير وممن تصحبين الصالحات، والمرء حيث يضع نفسه، قل لي من تصاحب أقل لك من أنت، عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقترن، فأرجو أن تعلمي أن للخير أجنادا وللخير طالبات، كوني معهن ومع الصالحات في المسجد وفي التلاوة وفي النصح وفي البرامج الشرعية والأنشطة الإسلامية، والمرء حيث يضع نفسه، ولا تحشري نفسك مع السيئات، فإن الذي يضع نفسه في صحبة السيئات ما ينبغي أن تلوم إلا نفسها؛ لأن صديقة السوء مثل نافخ الكير، والتي تمشي معها لابد أن يصيبها من شرها ومن شررها.

أما الصديقات الصالحات فهن كحاملات المسك، والإنسان إذا وضع نفسه مع من يحمل المسك فإنه إما أن يحذيه وإما أن يجد منه ريحاً طيباً وأما أن يبتاع من طيبه الذي يحمل، فاحشري نفسك مع الصالحات، واسألي هذه الصديقة هل هنالك صالحات، وتعرفي على الصالحات في مسجد الكلية في أماكن الخير، والصالحات واضحات من خلال زينهن وأدبهن ووقارهن وحرصهن على الخير، دلائل الخير لا تخفى على أحد كحامل المسك لا يخلو من عبق، فاجتهدي في أن تكوني مع الصالحات، وتجنبي المعاصي وأهلها وتجنبي المتساهلات، وابتعدي المتبرجات وأشغلي نفسك بطاعة رب الأرض والسموات، إذاً الحل سهل وبيدك، وهذا الخوف من صحبة السيئات في مصحتك ينبغي أن يدفعك لاصطحاب الطيبات الصالحات، وانصحي صديقتك بأن تذهب وتحشر نفسها في زمرة الصالحات، فإن ذلك ربح الدنيا وفلاح الآخرة.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونكرر ترحيبنا بك وسوف نكون سعداء إذا تواصلت مع الموقع حتى نعينك في الوصول إلى الصلاح والصالحات، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضه.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً