الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكره الاختلاط بالناس.. هل هو رهاب؟ وما تشخيصكم لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بصراحة أعاني من الخجل، لا أعلم ما الذي يصيبني قبل أن ألتقي بالناس إذا كان هناك اجتماع مع العائلة يصيبني نوع من الخوف، وضربات القلب السريعة، والتعرق وجفاف في الحلق، وإذا التقيت بهم يحمر وجهي أحيانا وأحيانا أذني، فصرت أتجنب أن أدخل معهم، وقبل أن أدخل أتمرن على التقنية النفسية.

بصراحة أعاني من الخجل من أعمامي، خاصة أني لا أختلط معهم كثيرا، وكنت أعاني من الخجل حتى في الجامعة، والمشكلة أنني أتنبه من بعض الفتيات معي بالجامعة، وكلما رأيتهم أرتبك.

حاليا والدي طلق والدتي، وأنا الآن أعيش مع أبي وزوجته، وأنا بصراحة لا أحب أن ألتقي بها، ولا أطيقها لدرجة أنني من كثرة تجنبي لها أصبحت كلما رأيتها أرتبك منها، وأخجل منها، بعدها أحاسب نفسي كثيرا على ما فعلت وأؤنبها.

أخيرا: أنا أتعالج بالعلاج السلوكي فقط، لكن لا أشعر أنه سينفع، رغم تحسن حالتي، وأغذي نفسي بالأفكار الإيجابية، وتقنية الحرية النفسية، لكنني أشعر بحاجة إلى العلاج الدوائي.

المشكلة أن أهلي لا يعلمون بحالتي، سؤالي: هل أنا أعاني من الرهاب؟ وما هي تشخيص حالتي؟ كيف أقنع أهلي بالذهاب إلى الطبيب النفسي إذا كنت أعاني من الرهاب؟ وإذا لم أستطع الذهاب للطبيب فهل يصح صرف دواء دون استشارة وذهاب للطبيب؟

حاليا أمر بفترة خوف نتيجة للمشاكل التي حدثت بين والدي ووالدتي، وما أعاني من ضغوطات ورهاب، وأخاف من فكرة الزواج، هل من الضروري أن أخبر المتقدم بالمرض؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رياض الجنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنك تعانين من درجة بسيطة من الرهاب الاجتماعي، وربما تكون أيضًا شخصيتك تحمل جوانب الخجل، وإن شاء الله تعالى أيضًا لديك درجة من الحياء، فالحياة كله خير، وأمر إيجابي، والذي أنصحك به هو أن تغيري مفاهيمك حول نفسك، أنت لديك - ما شاء الله – تجربة جيدة مع العلاجات السلوكية، وتنظيم وترتيب الأفكار الإيجابية، وترقية وتقنية الحرية النفسية، وبقية العلاجات المعرفية، هذه سوف تفيدك -إن شاء الله- كثيرًا.

ومن المهم جدًّا أن تتفهمي ذاتك، وتكوني على قناعة بمقدراتك، وتحاولي أن تطوري نفسك، وتحقير فكرة الخوف من أهم الوسائل العلاجية.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أنه سوف يفيدك كثيرًا، وميزة العلاج الدوائي أنه يُمهد الطريق للاستفادة الكاملة من التقنيات السلوكية، لأن معظم حالات الرهاب والخوف هي في الأصل فيها جانب قلقي كبير، وميزة الدواء وفعاليته الإيجابية تظهر في إزالة القلق، وهذا من الناحية العلاجية له مردود إيجابي جدًّا.

الذي أراه هو أن تتحدثي مع أهلك أنك تواصلت مع هذا الموقع، وأننا قد أفدناك أنك تعانين من حالة بسيطة تعرف بالرهاب الاجتماعي، وهو نوع من القلق النفسي، وهذا يمكن أن يعالج ويعالج بصورة ممتازة جدًّا، وتوجد أدوية سليمة، قد تحتاجين لدواء واحد لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر، وليس أكثر من ذلك، كما أنك محتاجة أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، وللحصول على بعض التوجيهات والإرشادات من الطبيب النفسي، فعلى ضوء ذلك أرى أن أهلك سوف يسمحون لك بالذهاب لمقابلة الطبيب النفسي.

نعم أنا أؤكد لك أن الدواء ضروري، لكن من الأفضل ألا تأخذيه إلا بمعرفة وإذن أهلك.

فيما يخص موضوع الزواج: أسأل الله تعالى أن يهيأ لك الزوج الصالح، وحالتك (حقيقة) ليست حالة معقدة أو صعبة، أنت لا تحتاجين أن تخبري الزوج بها، لأنها من الحالات التي تؤول إن شاء الله تعالى إلى العلاج والشفاء، وفي ذات الوقت خلال الفترة القادمة حين تتناولين الدواء وتسعين في تطوير مهاراتك الاجتماعية وتحسّني علاقتك بزوجة أبيك، أعتقد أن كل هذا سوف يساعد على نمائك نفسيًا، وتخطيك لحالة القلق المخاوف البسيطة التي تعانين منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً