الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لهرمون ميلاتونين أضرار؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الأرق في الليل فلا أنام، نصحني طبيب بهرمون ميلاتونين، وهو من الأعشاب، وسؤالي هل له أضرار؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأرق لا بد أن تُحدد أسبابه، لأن العلاج يكون من خلال إزالة السبب إن أمكن ذلك، يضاف إلى ذلك إعطاء بعض المدعمات العلاجية الأخرى.

من أكبر أسباب الأرق هو: القلق النفسي، والاكتئاب النفسي، سوء تنظيم الوقت، وتناول الميقظات والمنبهات مثل (الشاي – القهوة – الكولا – البيسبي – الكشولاتة – وخلافه) كذلك الحياة المسترخية والتي ليس بها أنشطة جسدية فعّالة قد تؤدي أيضًا إلى ضعف النوم، وقد يظهر ذلك في شكل أرق.

فأيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن يُحدد السبب، وبعض الناس تكون الأسباب للأرق بسيطة جدًّا، فمثلاً: النوم مع وجود الإزعاج والضوضاء، هذا قطعًا يحرم الإنسان من النوم، وبعض الناس يتناولون الكثير من السوائل قبل النوم، وهذا مزعج ويؤدي إلى الأرق – أحيانًا – وهذا يجعل الإنسان يذهب كثيرًا إلى الحمام عدة مرات أثناء الليل، كذلك الآلام الجسدية العامة قد تؤدي إلى الأرق، والنوم في أوضاع خاطئة قد يؤدي أيضًا إلى الأرق.

فإذن هنالك أسباب كثيرة، والإنسان عليه أن يسعى لإزالة هذه الأسباب. والذي أنصح به ثانيًا هو: أن يحاول الإنسان أن ينام نومًا صحيًّا، والنوم أصلاً هو حاجة بيولوجية، يعني بعد أن أزيل السبب بعد ذلك أبحث في طريقة النوم الصحي.

وطريقة النوم الصحي تتطلب (أولاً) تجنب النوم النهاري، ممارسة التمارين الرياضية، عدم تناول الشاي والقهوة والميقظات في فترة المساء، تثبيت وقت النوم – هذا مهم جدًّا – الإنسان لديه ساعة بيولوجية إذا انتظمتْ سوف ينتظم نومه، ويفضل ألا يذهب الإنسان إلى الفراش إلا إذا أحس بشيء من النعاس، الاسترخاء الجسدي والنفسي قبل النوم مهم جدًّا، والحرص على أذكار النوم – هذه الأذكار عظيمة جدًّا – والإنسان إذا قرأها وداوم عليها بيقين، فقد وجدت أنها مفيدة، أرجو أن ترجعي إلى كتاب الإمام النووي في هذا الخصوص، كتاب (الأذكار).

بالنسبة لتناول هرمون المليتونين: المليتونين ليس من الأعشاب – مع احترامي لهذا الرأي – لكنه غير صحيح، المليتونين هو هرمون – كما تفضلت – مستخلص من غدة تسمى (غدة بانيل)، وهي موجودة في منتصف الدماغ، وهذا الهرمون – والذي يساعد فعلاً في تنظيم النوم – وجد من خلال دارسات كثيرة أنه يساعد كبار السن في تنظيم نومهم، وإن كانت فعاليته ليست قوية، لكن نستطيع أن نقول أنه يحمل أثرا إيجابيا لتحسين النوم خاصة بالنسبة لكبار السن، لأن (غدة بانيل) التي تفرز هذا الهرمون تكون في حالة ضعف مع تقدم السن، وفي هذه الحالة يعتبر (المليتونين) عقارًا هرمونًا تعويضيًا.

المليتونين ليس له أي أضرار؛ لأنه مستخلص طبيعي، فمن هذه الناحية اطمئني تمامًا، لكن قبل تناوله أريدك أن تتأكدي من النقاط التي ذكرتها لك، مثلاً: إذا كان عندك قلق اكتئابي فهذا لا بد أن يُعالج، وإذا ذهبت إلى الطبيب النفسي، فقطعًا سوف يقوم بإعطائك الدواء المناسب جدًّا لإزالة القلق الاكتئابي.

وهنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (ريمارون) واسمه العلمي (ميرتازبين) هذا الدواء فعال جدًّا لعلاج القلق الاكتئابي المصحوب بالأرق، لكن لا تُقدمي على تناول هذه الأدوية دون أن تذهبي لمقابلة الطبيب، وحاولي أن تتجنبي المنومات المعروفة من فصيلة الـ (دينزوديزبين) هذه لا ننصح بها، بالرغم من أنها تحسن النوم بصورة فعالة جدًّا، لكن قد تغطي على السبب الرئيسي، وفي ذات الوقت قد تؤدي إلى الإدمان والتعود.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونومًا هنيئًا بإذن الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية صالح

    د. انا استخدم علاج ريمارون ولا فائدة تذكر الا انه يسبب السمنه !

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً