الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الطريق الشرعي للشاب ليخطب من يحب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في بادئ الأمر أتوجه بالشكر لكم على هذا الموقع الذي لطالما استفدت منه, جزاكم الله كل خير عن العمل -ليس بالقليل- الذي تقدمونه للشباب المسلم وغيره.

مشكلتي التي سأطرحها وأتمنى أن تجد في قلوبكم صبرا لسماعها, وإرشادي للطريق الصواب.

أنا أحببت فتاة معي في الجامعة منذ العام الأول, ولكني أمضيت 3 سنوات ولم أصارحها بهذا الحب, لكني أظنها تعلم, فهو أمر لا يخفى، وبعد مرور ثلاث سنوات قررت أن أقوم بخطوة تجاه هذه الفتاة, والله يعلم صدق نيتي تجاهها، لا أخفيكم أمرا أني خلال الثلاث سنوات الماضية كنت أحاول أن أحدثها بأي موضوع ولكنها كانت تنهي الحديث فورا, وهذا ليس معي فقط بل مع الجميع, عدا البنات في دفعتها, وهذا ما زاد من إعجابي بها.

علما أني أراها في كل فصل مرتين، مرة في الصيف, وأخرى في الشتاء عند تقديم الامتحانات؛ لأني مقيم في بلد آخر، وبعد أن قررت أن أحدثها بشكل مباشر ذهبت إليها, وبدأت الحديث, وقلت لها عما في قلبي, ولو أني أظن أني قد بالغت في الأمر والتعبير؛ مما أظهر علامات الارتباك علي, فظهرت كطفل في العاشرة وأنا أتحدث، حتى أني من شدة الارتباك لم أعد أذكر ما قلت لها.

عندما كنت أتحدث معها كانت تنظر إلي بنظرة واثقة, دون أن تتفوه بحرف, وتكتفي ببعض الابتسامة أحيانا، وعندما انتهيت صمتت قليلا وقالت: لا أدري ماذا أقول لك, ولكني لا أفكر في هذه الأمور الآن, فقلت لها: هل أعتبر هذا جوابا نهائيا أم تودين التفكير، قالت: بل أفكر.

كان الموعد التالي بعد أكثر من أسبوع, وفعلا وقفت أمام القاعة وانتظرتها حتى خرجت، فما كان منها إلا أن أمسكت بهاتفها المحمول وأجرت مكالمة أو تظاهرت بإجراء مكالمة, ومشت بسرعة متوسطة، لم ألحق بها لأني شعرت أن هذا إهانة لكرامتي، ولكني ومنذ أكثر من ستة أشهر لم أنسها, وأسأل الله في كل صلاة أن تكون من نصيبي, وأن يجمعني بها, ويؤلف بين قلوبنا.

لا أدري ماذا أفعل؟ هل أرسل لها أحدا ليتحدث معها ويفهم الأمر منها؟ وهل ما قامت به يعتبر رفضا؟ أم هو غير ذلك؟

أعلم أن قصتي قد تكون في نظركم عادية, وربما سطحية, ولكن الأمر أثر في نفسي كثيرا.

وأسأل الله أن أجد عندكم جوابا يريح الصدور ويشفي القلوب.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نسأل الله أن يقدر لك الخير والسداد، ونشكر لك تلك القدرة على كتمان هذا الذي يحدث من الميل في نفسك، وهكذا ينبغي أن يكون الإنسان، وعندما يريد الإنسان أن يُعلن هذه العلاقة ويعلن الرغبة فعليه أن يطرق باب أهلها، وأن يأتي البيوت من أبوابها، وليس عيبًا في الرجل أن ترفضه الفتاة، وليس عيبًا في الفتاة أن يرفضها الرجل، لكن الخطبة ما شُرعت إلا لأجل هذا.

فالصواب هو أن يأتي الإنسان البيوت من أبوابها، ولا يخطب الفتاة من نفسها، لأن هذا فيه حرج لكل الأطراف، لكن دائمًا وجود الوسيط، وجود الخالة، وجود العمّة، التواصل مع أهلها، مع أعمامها، مع محارمها، هذا هو الأصل لأن فيه مجيء البيوت من أبوابها.

ونحن حقيقة نشكر لك هذا الحرص، ونشكر للفتاة أيضًا حرصها على إنهاء المكالمات مع الشباب بسرعة، وحرصها أيضًا على عدم إطالة الكلام معك، ونحن نعتقد أن الكثير من الفتيات يقمن بهذه الطريقة، بأنها في حاجة إلى أن تفكر في هذا الأمر، لأن هذا ربما تكون الأسرة تشترط في ابنتهم أن تُكمل دراستها، أو يكون عندها أهداف محددة، لكن طالما قالت (سأفكر) فإن مساحة التفكير واسعة، ولذلك نتمنى أن تتعرف على أسرتها وتحاول أن تتواصل معهم، أو تُرسل محرمًا من محارمها لتعرف منها القصة، هل رفضها مؤقت من أنها لا تفكر حاليًا في هذا الأمر؟ أم لها رأي آخر؟ لا بد أن تكون المسألة واضحة حتى لا تضيع وقتًا.

وأرجو ألا تتأثر أو تتحسر مما حصل منها، ولا أظن أنها تقصد الإهانة، وعلى كل حال فالنساء غيرها كثير، وسيعوضك الله تبارك وتعالى خيرًا, وأرجو أن تعطيها أيضًا فرصة من أجل أن تفكر وتغيّر طريقتك في التواصل، لأن هذه الطريقة فيها إحراج لك وإحراج لها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أما بالنسبة لإمساكها الهاتف: فربما يكون تريد أن تتهرب منك، وربما لم تفكر ولم تُكمل مسيرة التفكير، أو قد تكون هناك أسبابًا أخرى، لكن على كل حال لا تعرض نفسك لمثل هذا الحرج، وحاول أن يكون بينكما وسيط.

ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير ثم يُرضيكما به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً