الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استزلني الشيطان ووقعت في العادة الخبيثة فكيف أقلع عنها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اسمي أحمد, وعمري 15سنة, وقد استزلني الشيطان ووقعت في العادة الخبيثة, وأقسم بالله إني لم أقع فيها إلا منذ 3 أشهر فقط, وكل مرة أمارسها أبكي كثيرًا, وأقف بين يدي الله, وقد فكرت كثيرًا قبل أن أقدم على شيء مثل هذا, ولم أجد حلًا, ولم أخبر أحدًا من أصدقائي المقربين, وأعلم أن علاقتي مع الله تدمر شيئًا فشيئًا, فساعدوني - ساعدكم الله -وأكثر ما يخيفني أني أفكر بعد ممارستها في حسابي في الآخرة, وأتمنى أن أجد حلًا عندكم, وبعد كل مرة أجرب حلًا من الحلول ولا ينفع, وأجد الشيطان بعدها بيومين أو ثلاثة يبرر لي الموقف بأي وسيلة, ويجعلني أقع في الجريمة مرة أخرى, إلى أن مللت, ووجدت أن لا حل ينفع معي, وخفت من مستقبل صعب, وصحة تدمر؛ لذلك أنا أبحث عن إجابة هنا.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابننا الفاضل - في الموقع, ونشكر لك هذا الحرص على الخير, ونهنئك على هذه النفس اللوامة التي تلومك على الوقوع في الخطأ, ونبين لك أن طريق التوبة مفتوح، فتعوذ بالله من شيطان يريد أن يوردك موارد الهلاك، واصدق في توبتك وفي رجوعك إلى الله تعالى، وأرجو أن تتأخذ مع التوبة خطوات عملية, فلا بد للإنسان لكي يكف نفسه عن هذه الممارسة من أن:

- تتجنب الخلوة؛ لأن الشيطان مع الواحد.

- تشغل نفسك بالخير قبل أن يشغلها الشيطان بالباطل.

- تبتعد عن من يتكلم عن مثل هذه الممارسة.

- تستر على نفسك - وقد سترت عليها - وهذا ما نريدك أن تستمر عليه.

- تشغل نفسك بطلب العلم وتلاوة القرآن.

- تحرص على أن تنام على طهارة ووضوء وذكر لله.

- تستيقظ مباشرة, وتذكر الله، ثم تنهض من فراشك.

- تفكر في عواقب هذه الممارسة, والإخوة أيضًا حولوا لك استشارات عديدة فيها فوائد, فأرجو أن تقرأها بعناية، وتذكر أن العواقب وخيمة وخطيرة إذا تمادى فيها الإنسان، وإذا أردت أن تعصي الله - يا بني - فتذكر أن الله ناظر إليك, فكيف تعصي الله وهو يراك كما قال ابن أدهم: ( إذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان لا يراك فيه الله, قال: وأين, والله لا تخفى عليه خافية, قال: أما تستحي من الله تعصيه وهو يراك, فإذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في أرضه, قال: وأين أسكن والأرض لله؟ قال: أما تستحي من الله تسكن في أرضه وتعصيه وهو يراك, قال: إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه, قال: فمن أين آكل والأرزاق كلها من الله؟ قال: أما تستحي من الله تأكل من رزقه وتسكن في أرضه وتعصيه وهو يراك).
والواحد منا بحاجة إلى أن يتفكر, وأرجو أن تدرك أن هذه الممارسة لا توصل إلى الإشباع, ولكنها توصل إلى السعار, وتجري على صاحبها الويلات, ويترتب عليه خطر كبير, وأي ممارسة خاطئة هي خصم على سعادة الإنسان في مستقبله وحياته الأسرية.

نسأل الله أن يعصمك من الشرور, ونشكر لك هذه المشاعر الحية التي نتمنى أن تدوم, ويشرفنا أن تتواصل مع الموقع.

ولمزيد من الفائدة انظر: أضرار هذه العادة السيئة: (2404 - 38582428424312 - 260343 )، وكيفية التخلص منها لمن ابتلي بها: (227041 - 1371 - 24284 - 55119 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312).

نسأل الله لك التوفيق والسداد .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً