الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سكري الوالدة لا ينخفض أبدًا رغم الحمية فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الوالدة مصابة بسكري الدم منذ 6 سنوات, وفي بداية الإصابة بالسكري عملت حمية, وأخذت حبوب يونيكرون, وبعد 6 شهور شفيت تمامًا من السكري, وأكلت الحلوى وذهبت لعمل تحليل, وظهرت النتيجة 98, وكانت الحالة مستقرة مدة سنتين, ثم حدثت لها ظروف أعادت لها السكري من جديد, لكن بمعدل عالٍ جدًّا.

فنسبته صباحًا قبل الأكل 350, وبعد الطعام 480, وذهبت - بناء على طلب طبيبها - لعمل تحليل لقياس هرمون الأنسولين الطبيعي في الجسم, فكان 5.5, وأخبرنا الطبيب أن هذه النسبة كافية لتنزيل السكري, فما سبب عدم انخفاض السكري لديها رغم وجود الأنسولين في الجسم والحمية؟

مع العلم أن جميع البيانات في الأعلى للمريضة, وهي تأخذ حاليًا جونميت 1000, والسكري مرتفع لديها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فليس هناك فائدة من إجراء تحليل الأنسولين في الدم عند من يعاني من السكري؛ لأننا لا نعتمد عليه لعلاج السكر, وإنما نعتمد على نسبة السكر في الدم التي تقرر العلاج, ومعروف في الطب أن نسبة الأنسولين عند مرضى السكري من النوع الثاني - خاصة البدينين - مرتفعة في السنوات الأولى من السكري, وليست منخفضة, وما يعانون منه هو أن الدهون الزائدة في الجسم تجعل هناك نوعًا من المقاومة للأنسجة من الاستجابة للأنسولين الموجود في الدم, أي أنه أنسولين بكمية كبيرة وزائدة, ولكن الأنسجة والخلايا لا تستجيب له؛ لذلك فإن الجسم يرفع الأنسولين بكمية أكبر, إلا أنه بعد سنوات عديدة يبدأ بالنزول؛ وذلك لأن خلايا البنكرياس تضعف تدريجيًا؛ ونتيجة لذلك يقل تصنيعه وإفرازه تدريجيًا, وهذا يختلف من مريض لآخر؛ لذلك الاعتماد الكبير في العلاج في البداية على تنزيل الوزن, والتخلص من الدهون في الجسم, وهذا يجعل الأنسجة تستجيب للأنسولين, ومن ثَم تنزل نسبة الأنسولين في الجسم, واستمرار الأنسولين مرتفعًا في الجسم مضر؛ لأنه أيضًا يساعد على ارتفاع الضغط, وارتفاع الدهون, والاستعداد لتصلب الشرايين؛ وبما أن نسبة الأنسولين عند الوالدة طبيعية, فهذا يعني أن الخلايا عندها لا تستجيب للأنسولين.

والدواء الذي تتناوله metformin ينظم السكر عن طريق تقليل تصنيع السكر في الكبد, ومن ناحية أخرى فإنه أيضًا يزيد من استجابة الخلايا للأنسولين, وزيادة دخول السكر في خلايا الجسم, فينزل السكر في الدم, وكذلك فإنه يزيد من أكسدة الحموض الدهنية increases fatty acid oxidation ويقلل من امتصاص السكر من الأمعاء.

وإذا استمر السكر مرتفعًا مع الدواء الذي تتناوله, فعليها زيادة الجرعة إلى مرتين في اليوم, وتنزيل الوزن, وبعد ذلك فإنها قد تحتاج لإضافة دواء آخر, وفي بعض الحالات دواء ثالث, ورابع, ويتم اختيار دواء من كل مجموعة من مجموعات الأدوية التي تعالج السكري, وتختلف في آلية عملها لتنزيل السكري؛ فعليها بالمتابعة مع الطبيب المعالج.

نسأل الله لها الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً