الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظرات الناس إلي وتأخر زواجي سببا لي الإحباط

السؤال

أعاني من الرهاب, والخوف، والقلق، والإحباط، وعدم الظهور والخروج من البيت، والسبب أني تقيدت في طفولتي من إخوتي الذكور؛ فأنا البنت الوحيدة التي كنت بينهم، أما الآن فلي أختان، ودائمًا أكون صامتة، وقليلة الكلام مع الناس، حتى مع إخوتي، ولا أظهر في الحفلات والمناسبات، إلا في حالات بسيطة، هذا من الناحية النفسية.

أما من الناحية الاجتماعية؛ فإلى الآن لم أتزوج، مع العلم أنه قد تقدم لي شخصان فرفض والدي بحجة أني ما زلت أدرس، ولكن نظرات الناس وتعابيرهم تضايقني، وحينما أسمع خبر زواج إحدى قريباتي يزداد لدي الإحباط؛ خاصة مَن هن أصغر مني بعشر سنوات، وكل يوم أتمنى أن يقبض الله روحي، وأثناء النوم تزداد الحالة عندي حتى يذهب النوم، وأظل ساهرة، وأنا – ولله الحمد – أصلي، وأقوم الليل، وأصوم النهار، ولكن دون فائدة، فقد نفد صبري، وأصبحت الحياة أمامي صعبة، فقدموا لي النصيحة والمشورة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ريتاج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

أقول لك: لا تتوقفي أبدًا عن مسيرة الخير، وصلاة الليل وقيامه، والصيام، وحمد الله، وشكره، والإكثار من الاستغفار، فهذا هو طريق الخير، وطريق النور، الذي من خلاله - إن شاء الله - تعيشين لذة الحياة، ولك ثواب الآخرة بإذن الله تعالى.

الحياة ليست صعبة كما تتصورين؛ نعم هنالك تحديات، وهنالك إخفاقات، ولكن دائمًا هنالك أمل، وهنالك رجاء، وهنالك طاقات استودعها الله تعالى فينا من أجل التغير، {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

أيتها الفاضلة الكريمة، تشخيص حالتك هو قلق المخاوف المصحوب بمزاجٍ اكتئابي، وهذا يتم - إن شاء الله تعالى - هزيمته من خلال التحقير الإيجابي، فأعيدي النظر في حياتك، وأبعدي التشاؤم عن طريقك، وحين تنظرين لحياتك بشيء من التمحيص، والتدقيق سوف تجدين أن إيجابياتك كثيرة، وعظيمة جدًا.

موضوع الزواج يجب أن لا يضايقك، وأسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وهذا يكفي تمامًا.

أما عملية الانعزال الاجتماعي فهي مهددة جدًا للصحة النفسية؛ لذا ندعو الناس أن تكسر قيودها، وأن لا تكون أسيرة للخوف، والرهاب، ولا تخافي من الفشل أبدًا؛ فحتى الذين فشلوا كانوا قريبين جدًا من النجاح؛ لكنهم لم يستمروا في محاولتهم من أجل الوصول إلى غاياتهم، فيا أيتها الفاضلة الكريمة، أرجو أن تغيري نفسك معرفيًا من خلال ما ذكرته لك.

النقطة الثانية هي: أن تضعي برامج يومية تقومين من خلالها بإدارة وقتك بصورة فعالة، وراشدة، ولا بد أن تكون هنالك أنشطة مختلفة، وهذا سوف أتركه لك.

الزيارات، والخروج مع الصديقات، وحضور الأنشطة الثقافية، والمحاضرات، والذهاب إلى دور تحفيظ القرآن، ألا تعتقدين أن هذا تواصل اجتماعي يساعدك في بناء شخصيتك، ويخرجك من أسر الخوف الرهابي، الإجابة حتمًا: نعم!، فأنا أريدك أن تمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة وموقع (إسلام ويب) لديه استشارة أوضحنا من خلالها أهمية، وكيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تطلعي عليها، وتتبعي ما بها من إرشاد، ورقم الاستشارة هو: (2136015).

النقطة الأخيرة: أرى أنك في حاجة إلى علاج دوائي بسيط يحسن مزاجك، ويزيل هذا الخوف، والرهبة، والقلق، والدواء اسمه (سيرتراللين)، وهذا هو اسمه العلمي، وله مسميات تجارية كثيرة منها: (لسترال)، (وزولفت)، وفي اليمن قد يكون له مسمىً آخر، فابدئي بنصف حبة، تناوليها ليلًا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعليها حبة كاملة، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وأنا أؤكد لك أن (السيرتراللين) دواء فعال، وسليم، وغير إدماني، ولا يسبب التعود، وليس له تأثير سلبي على الهرمونات النسوية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً