الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الرهاب؟ وما رأيكم بالانفرانيل؟

السؤال

أعاني من الرهاب الاجتماعي من سنوات، وبعد الاطلاع والقراءة عرفت أنه مرضٌ يمكن علاجه، وتفاءلت كثيرًا، وقد تواصلت مع دكتورٍ في أحد المنتديات، واستشرته فنصحني باستخدام (سيبرالكس)، ولكني لم أستطع شراءه؛ لارتفاع ثمنه، ثم طلبت منه دواءً بسعرٍ معقولٍ، فصرف لي (انفرانيل) لمدة 6 أشهر، فتحسنت كثيرًا، بل قد شفيت من المرض، ثم تركت العلاج بعد ذلك، فعادت إليَّ أعراض الرهاب أكثر من ذي قبل، فصرت أتحرج حتى من أهلي، ولم أكن كذلك قبل استعمال الدواء، وإذا تكلمت مع أحدٍ فإن الارتباك يظهر علي، وأنسى الكلام، وكأنما يمسح من ذاكرتي، فما العلاج الذي يناسبني؟ وما رأيكم بالانفرانيل؟ هل هو جيد؟ وهل له علاقة بتدهور صحتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سكون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام، ويب.

الرهاب الاجتماعي هو نوع من القلق النفسي، والخيارات العلاجية كثيرةٌ جدًا، فهنالك العلاج الدوائي، والعلاج السلوكي، والعلاج الاجتماعي.

العلاج السلوكي يعتبر مهمًا جدًا؛ لأنه بجانب أنه فعال فهو الوسيلة العلاجية المؤكدة التي تمنع حدوث الانتكاسات، والأدوية لها فعالية عظيمة في أنها تمهد الطريق من أجل التطبيقات السلوكية.

أنا أعتقد أن تجربتك السابقة مع علاج (الأنفرانيل ) كانت إيجابية جدًا، وهذا متوقع؛ لأن الأنفرانيل بالرغم من أنه دواءٌ قديمٌ, لكنه دواءٌ جيدٌ جدًا، والشيء الوحيد الذي لم تركزي عليه هذه المرة هو التطبيقات السلوكية.

أقول لك: يمكن أن تتناولي الأنفرانيل مرة أخرى، ولمدة ستة أشهر، وبنفس الجرعة السابقة التي نصحك بها الأخ الطبيب، ولكن يجب أن تدعمي العلاج بالعلاج السلوكي، ونعني بذلك أن تكون لك برامج يومية تقوم على مبدأ المواجهة لمصادر الخوف.

بتطبيق هذه البرامج اليومية سوف تبنين قاعدة علاجية صلبة جدًا، وتتطورين نفسيًا، واجتماعيًا، وهذا - إن شاء الله - يمنع الانتكاسات المرضية تمامًا.

هنالك نوع من التواصل الاجتماعي الذي نراه مفيدًا على وجه الخصوص؛ لأن فيه استمرارية، فمثلًا لديكم في المملكة العربية السعودية -بفضل الله تعالى- مراكز كثيرة لتحفيظ القرآن، والتواصل مع هذه المراكز -من وجهة نظري- فيه خير كثير جدًا فيما يخص علاج الرهاب الاجتماعي، بالإضافة لاحتساب الأجر, وهذا التواصل سيكون مع فئة طيبة من الناس يطمئن لها الإنسان، ومن سيحضر إلى هذه المراكز سوف يطور نفسه أكثر، وأكثر، وهنا تكونين قد بنيت قاعدةً صلبةً جدًا لمواجهة الخوف، والرهاب الاجتماعي.

أمرٌ آخر وهو أن يكون الإنسان مشاركًا داخل أسرته، ولا يكون مهمشًا، ويكون فاعلًا، وإيجابيًا، ويشارك برأيه، وبأفعاله، فهذا أيضًا يحاصر الخوف، والرهاب الاجتماعي كثيرًا.

الفكر الإيجابي المتطور أيضًا وسيلة ممتازة جدًا لمواجهة الرهاب الاجتماعي، والتدرب على تمارين الاسترخاء مهم، ومفيد جدًا؛ لمنع الانتكاسات بعد توقف الأدوية.

لمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارة التالية برقم: (2136015) فأرجو أن تطلعي عليها، وتطبقي الإرشادات الموجودة بها، وإن شاء الله تعالى تكون وسيلة علاجية بسيطة، وجيدة، وممتعة، وفي ذات الوقت تمنع الانتكاسات المرضية.

هذا الذي أنصح به، وأسأل الله لك العافية، والشفاء، والتوفيق، والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً