الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الخوف والانطوائية؟

السؤال

السلام عليكم
وفقكم الله

عندي خوف مفاجئ، وزيادة ضربات القلب عند التحدث في موضوع معين، حتى عند أقرب الناس، وخوف من الانتقاد، ومحاولة اجتناب الأماكن كثيرة الاختلاط، وخوف من النوم وحيداً في المنزل ليلاً أو نهاراً.

قرأت عن دواء بروزاك واشتريته بالفعل، ولكن توقفت ولم أستعمله! فهل هو مناسب لحالتي؟ وبماذا تنصحوني؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

رسالتك مختصرة مقتضبة، ولكنها مفيدة، لأنك ذكرت فيها جوهر الأعراض التي تعاني منها، وهو الخوف المفاجئ، والخوف من الانتقاد، وهذا عجيب جداً، لأن الكثير من الذين يعانون من قلق المخاوف، حقيقة يأتيهم الخوف من الانتقاد من قبل الآخرين، وهذا مفهوم خاطئ جداً، لديك تسارع في ضربات القلب عندما تتحدث مع الآخرين، وهذا -أيها الفاضل الكريم- يمكن أن نشخصه تحت ما نسميه بقلق الرهاب، والقلق الذي لديك هو من النوع البسيط -إن شاء الله-.

أريدك أولاً أن تغير نفسك معرفياً، وذلك من خلال هذه الأعراض، لا تقبلها تلقائياً، ويجب أن تسأل نفسك، لماذا أخاف؟ أنا لست بأضعف من الآخرين، أنا لست أقل من بقية الناس، هذه التساؤلات، وهذا الحوار الذاتي يجب أن تطرحه على نفسك دائماً، خوف الانتقاد من الآخرين هو خوف من الفشل، وأنت لست فاشلاً، وهم ليسوا بأفضل منك.

علاقتك مع الناس يجب أن تقوم على التقدير، والاحترام، وليس أكثر من ذلك، وفي ذات الوقت -أيها الفاضل الكريم- يجب أن تتفاعل مع الناس، الإنسان وليد بيئته، الحق عز وجل ميزنا وكرمنا، بأننا لدينا مهارات التواصل.

أخي الكريم، ليس هناك ما يمنعك أبداً من الاختلاط، بل أريدك أن تتخذ هذا أي الاختلاط، والتفاعل مع الآخرين، وسيلة علاجية رئيسية لكل الأنشطة الاجتماعية، والثقافية، والخيرية، ومارس مع بقية الشباب الاختلاط كلعب كرة القدم مثلاً.

أنت تعيش في روسيا الاتحادية حسب ما أعتقد، لماذا لا تأخذ المبادرة، وتجتمع بعدد من الشباب المسلمين، وتكون حلقة لتلاوة القرآن مثلاً؟ هذا كله تفاعل اجتماعي ممتاز جداً.

أيها الفاضل الكريم، أريدك بالفعل أن تتخطى هذه الحواجز النفسية السلبية، وأنت لديك الكثير جداً من الإيجابيات.

العلاج الدوائي له دوره، ولا شك في ذلك، وهنالك أدوية كثيرة جداً، البروزاك دواء جيد لكنه بطيء الفاعلية نسبياً في علاج قلق المخاوف، وما دمت قد تحصلت عليه، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة بعد الأكل، تناوله لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعل الجرعة كبسولتين، لأن هذه هي الجرعة التي تفيدك، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم اخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة ثم اجعلها كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هنالك دواء آخر يعرف باسم اندرال، لا مانع من أن تتحصل عليه، ليدعم فعالية البروزاك، وفي ذات الوقت يتحكم -إن شاء الله تعالى- في تسارع ضربات القلب الذي ينتج أصلاً من إفراز مادة الأدرللين عند الخوف، جرعة الاندرال هي (10) مليجرام صباحاً ومساءً لمدة شهر ثم (10) مليجرام صباحاً لمدة شهر آخر ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أخي أرى أنك سوف تستفيد كثيراً من تمارين الاسترخاء هذه التمارين جيدة، وفعالة، وهنالك تمارين التنفس التدرجي، وهنالك تمارين قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها ثم استرخائها، إسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) يمكنك -أخي الكريم- أن تسترشد بهذه الاستشارة لتطبق تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة، لأنها بالفعل علاج سلوكي ممتاز.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، نسأل الله لك العافية، والشفاء، والتوفيق، والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً