الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر الحمل وزوجي يرفض فكرة إجراء التحاليل، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

جزاكم الله كل خير.

أنا متزوجة منذ 10 أشهر ولم يحدث حمل إلى الآن، وزوجي رافض فكرة إجراء التحاليل، مع العلم أن نتائج التحاليل الخاصة بي سليمة، وقد طلب مني عدم فتح الموضوع معه مرة أخرى.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بدايةً: نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يرزقكم الذرية الصالحة، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وكم تمنينا في مثل هذه الأحوال أن تصلنا الاستشارة كاملة، عن أحوال الزوج، وعن مدى الانسجام بينكما، وعن الانسجام في العلاقة الخاصة بينكما، وعن إيجابيات هذا الرجل، وعن تطلعاته وتطلعاتكم في الحياة، ولا يخفى عليك أن طلب الذرية هدف أساسي ورئيسي من الزواج، ولكن مجيء الذرية قد يتأخر لأسباب طبيعية وغير طبيعية، قد يتأخر لأن الأمر بيد الله تبارك وتعالى، الذي إذا أراد شيئًا إنما يقول له كن فيكون -سبحانه وتعالى-.

وكثير من الناس تأخر في الإنجاب ثم رزقه الله تبارك وتعالى بعد ذلك بعدد من الأطفال، فالجؤوا إلى الله تبارك وتعالى، وحاولي دائمًا ألا تُشعري زوجك بهذا الجانب؛ لأن الجانب النفسي له أثر كبير، واجتهدوا في الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وأكثروا من الاستغفار، فإن الله قال: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّار * يُرسل السماء عليكم مدرارًا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا} فكان السلف إذا أرادوا السُّقيا استغفروا الله، أو رغبوا في المال استغفروا الله، أو طلبوا الولد استغفروا الله تبارك وتعالى.

وعليكم أيضًا أن تُكثروا من ترداد كلام نبي الله زكريا {رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين} ومن ترداد دعاء الخليل: {رب هب لي من الصالحين} ومن دعاء زكريا أيضًا: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} وغير ذلك من الأدعية التي يتوجه بها الإنسان إلى الله، إلى من يُجيب المضطر إذا دعاه سبحانه وتعالى.

ثم عليكم أن تسلكوا الأسباب الأخرى، فتجتهدوا في معرفة أيام التبويض والخصوبة، من أجل اغتنامها، وتجتهدوا في أن تكون العلاقة منسجمة بينكما، وتبحثوا في بعض النباتات التي تُساعد على الإخصاب وتعين على ذلك، وإذا ذهبتم للعمرة وشربتم ماء زمزم فارتووا منه وتضلعوا منه مع الدعاء وتمني الذرية الصالحة.

يعني نبحث عن هذه الأسباب دون أن نذهب إلى أطباء، يعني إذا كان الرجل محرجاً -ولا حرج في هذا- فلا يريد أن يفحص، ولا يريد أن يراجع الطبيب، فأرجو ألا تشددي عليه، على الأقل في هذا الوقت، أرجو أن تبذلوا هذه الأسباب التي أشرنا إليها.

ثم بعد ذلك نتمنى أن تكتبي إلينا بالتفاصيل، نريد أن نعرف ما هي الإجابات التي يقولها عندما تطالبيه بهذا الأم؟ وهل هناك أطراف في العائلة يمكن أن يؤثروا عليه إذا تكلموا معه؟ وهل هو يرفض هذا الأمر باعتبار أنه طبيعي، أم أنه يزعم أنه نوع من التوكل على الله؟ والتوكل الحقيقي يكون بعد فعل الأسباب، ومن الأسباب التي ينبغي أن نفعلها أن نذهب إلى الأطباء، لكن نحن نريد أن نفهم أولاً كيف يفكر هذا الرجل؟ لأن هذا يساعدنا جميعاً على الوصول للإجابة النموذجية.

إذاً: نحن بحاجة إلى الإجابة عن هذه التساؤلات، وبحاجة إلى تفاصيل أكثر عن حال هذا الرجل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعمر بيتكم بالذرية، وأن يجعلها ذرية صالحة، فإن الله تبارك وتعالى الذي وهب إبراهيم على الكبر قادر على أن يهبكم الذرية، وهو الذي يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقكم من فضله، وأن يعمر بيتكم بالأبناء والبنات الصالحين والصالحات، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً