الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثيراً ما أفكر وأتخيل في الله جلا وعلا، فهل من طريقةٍ للتخلص من ذلك؟

السؤال

كثيرا ما أفكر وأتخيل الله جل في علاه -واستغفر الله-، أريد التخلص من تلك الأفكار والتخيلات، فهل من طريقةٍ؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن سؤالك قصيرٌ جدًّا، وغير مفصلٍ، لكن الذي فهمته منك هو: أن لديك أفكارا تتسلط عليك، هذه الأفكار حول الذات الإلهية، والتشخيص الأقرب في مثل هذه الحالات هو: أنك تعاني من وساوس فكريةٍ، هذه الوساوس تتسلط على الإنسان دون أي مسبباتٍ واضحةٍ، ودائمًا يكون محتواها –أو في معظم الأحيان– حول الدين وأمور الطهارة، والتفكير في الذات الإلهية بصورةٍ خاطئةٍ ومزعجةٍ جدًّا للنفس، وهذه الأفكار والخيالات -كما ذكرت وتفضلت– تؤلمك نفسيًا.

أيها الفاضل الكريم، أنت لم تذكر عمرك، لكن أنا أتصور أنك في سنٍ صغيرةٍ، وهذه الأفكار تكثر أحيانًا في مرحلة البلوغ لدى بعض الشباب وفيما بعد البلوغ، وبعد ذلك تنتهي -إن شاء الله تعالى-.

الحل الأمثل والأفضل هو: أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي لتشرح له المزيد عن هذه الأعراض، وسوف يسألك الطبيب عن تفاصيل كثيرةٍ، وبعد ذلك يتم التأكد من التشخيص، وإذا اتضح فعلاً أنك تعاني من وسواس قهريٍ، هذا علاجه سهلٌ جدًّا، يتم من خلال أن تحقّر هذه الأفكار، وأن تتجاهلها تمامًا، وألا تناقشها مع نفسك أبدًا، وفي ذات الوقت سوف يقوم الطبيب بإعطائك دواءً مضادً للوساوس.

والوساوس ذات الطابع الديني هذه موجودةٌ، ويُقال: حتى الصحابة –رضوان الله عليهم– كانوا يشتكون منها للرسول -صلى الله عليه وسلم– وقد طمأنهم الرسول -صلى الله عليه وسلم– أن هذا الذي يأتيهم دليلٌ على إيمانهم وعلى تمسكهم بدينهم، وأنه صريح الإيمان، فعليك أن تُكثر من الاستغفار، وأن تستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم دائمًا، اجعله يخنس، اجعله يبعد عنك تمامًا، وفي ذات الوقت قاوم هذه الأفكار، وتجاهلها تمامًا، ولا تعطيها فرصةً.

وكما ذكرت لك: الطبيب سوف يقوم بإعطائك -إن شاء الله تعالى– دواءً مناسباً جدًّا حسب مرحلتك العمرية، وأنا أؤكد لك أن الأدوية مفيدةٌ جدًّا لعلاج هذه الحالات.

إن كنت في مرحلة الدراسة فلا بد أن تجتهد، وتملأ فراغك، وعليك بالأنشطة الرياضية، والأنشطة الثقافية، هذه كلها تُدعم شخصية الإنسان، وتطور معارفه ومهاراته الاجتماعية، وفي ذات الوقت تجعلك -إن شاء الله تعالى– في راحةٍ نفسيةٍ، وتصرف عنك هذا القلق وهذه الوساوس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً