الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالخوف وترتفع حرارتي عند مقابلة الناس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من خوف عند مقابلة الناس، وترتفع حرارة جسمي، وأشعر بحرارة في الأنف، ونبضات قلبي تدق بسرعة.

أرجو منكم المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مسألتك مختلفة لدرجةٍ كبيرة، لكن الذي فهمته منها أنك تعاني نوعاً من قلق المخاوف عند مقابلة الناس، وعند مواجهتهم، وأنا أود أن أوضح لك أن هذا القلق موجود -تقريباً- لدى جميع الناس؛ لكن يتفاوت في حدته وفي شدته.

القلق والخوف الذي يشعر به الإنسان عندما يُريد أن يقوم بعمل ما مثل مقابلة شخص قريب مثلاً، أو يكون الموقف يتطلب المزيد من الانتباه كالامتحانات مثلاً؛ يكون نتيجة أن الجسم لا بد وأن يحضر نفسه، وأن يحفز نفسه من خلال إفراز مواد معينة، منها مادة ما تسمى بالأدرانالين، وهذه لها بعض التبعات السلبية البسيطة بالرغم من كثرة إيجابياتها، ومن تبعاتها السلبية أنها تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وشعور بالضيق والخنق، وربما الخوف، والبعض قد يحس بالرعشة والتعرق.

إذن: هو تفاعل فيسيولوجي إنساني طبيعي، لكنه قد يشتد لدى بعض الناس، ومن الوسائل التي تخففه كما في حالتك:

أولاً: ينبغي أن تفهم أن هذه تغيرات فيسيولوجية طبيعية، وحين تفهمها وتعرفها هذا يُساعدك كثيراً.

ثانياً: غالباً القلق والمخاوف تكون في أول المقابلة أو المواجهة أو المهمة الاجتماعية، بعد ذلك يبدأ هذا الخوف بالتلاشي، بل يتحول القلق والخوف، إلى طاقة إيجابية ممتازة جداً تُساعد الإنسان في حسن الأداء عند هذه المواجهات.

نقطة أخرى وهي مهمة جداً، وسوف تساعدك: هذا الخوف، وهذا الضيق الذي تشعر به، وحتى حرارة الجسم، هي مشاعر داخلية خاصة بك أنت لا أحد يعرفها ولا أحد يعلمها، ولا أحد يطلع عليها، وحتى الطرف الآخر لا أحد يصدر أي شيء غريب حولك، أو أنك متغير، حتى الذين يعتقدون أنهم يتلعثمون في الكلام، وأنهم يرتجفون، وأنهم سوف يسقطون أرضا، أُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن اعتقادهم هذا ليس صحيحاً؛ هذه كلها مبالغات ناتجة من المشاعر الداخلية للإنسان، إذن هذه أمور مهمة أرجو أن تصحح مفاهيمك من خلالها.

يبقى بعد ذلك الطرق العلاجية الأخرى وهي مهمة أيضاً، وهي: ألا تتجنب الناس، وألا تتخوف من الناس وألا تهاب الناس، بل احترم الناس، ومن خلال هذه المفاهيم تستطيع أيضا أن تساعد نفسك.

كذلك دائما تواصل مع من تعرف أولاً، وأكثر من هذا التواصل على نطاق الأسرة، وعلى نطاق الأصدقاء، وعلى نطاق الجيران، وعلى نطاق المسجد، وكن دائما في الصف الأول، وجالس الإمام متى ما أتيحت لك فرصة؛ فهذا - يا أخي الكريم - كله نوع من التعرض أو التعريض الإيجابي الممتاز.

عليك أيضا بالجلوس في الفصل دائما في الصفوف الأولى، أو الصفوف المتقدمة، وكن دائما مرفوع الرأس، ولا تتجنب النظر إلى الأستاذ، أو إلى زملائك، هذه مهارات اجتماعية مهمة ومطلوبة أيضاً.

الرياضة الجماعية وجد أنها ذات فائدة عظيمة جدا؛ لأنها نوع من التمازج الاجتماعي الذي يؤدي إلى تقليل الخوف والرهبة.

بقي أن أقول لك: يوجد علاج سلوكي أيضا ممتاز، هو تمارين الاسترخاء، هذه التمارين وخاصة تمارين التنفس، وتمارين قبض العضلات وشدها، ثم استرخائها وإطلاقها؛ ذات قيمة كبيرة جداً لإزالة القلق والخوف، وتؤدي إلى الاسترخاء المتميز، فكن حريصا عليها أخي الكريم، ويمكنك مراجعتها تحت رقم:2136015، حاول أن تقرأ هذه الاستشارة بكل دقة، وتطبق كل ما ورد بها، -وإن شاء الله تعالى- فيها خير، ومساعدة كبيرة جدا لك.

لا أعتقد أنك بحاجة لعلاج دوائي، وأرجو أن تأخذ بالأفكار التي طرحتها عليك، وتطبقها، وتنفذها، وتفهمها، هذا هو علاج حالتك، ودائما اسع أن تكون متميزا في دراستك، وفي كل ما تقوم به من عمل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً