الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غازات وإزرقاق أظافري وإمساك.. هل كل هذا بسبب القولون؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة، عمري 23، عزباء، لدي أعراض مشابهة للقولون، لكني لم أفحص للقولون من قبل، وتتفاوت الأعراض من فترة لفترة.

بعض المرات لمدة أسبوع كامل، إذا تفطرت، ولو كان رشفة ماء يأتي لي إسهال، ويتوقف والغازات متواصلة دائما، وأحيانا إمساك، لو أكلت أي شيء لا أعتاده تتألم بطني، ويكون مغص شديد، فلذلك أتجنب أكل المطاعم، ولكن في كل مرة آكل فيها من المطعم أرجّع أو يأتي لي إسهال، فكنت أعتقد أن بطني من النوع الحساس أو ما شابه.

وأيضا عند الجوع تتألم بطني لدرجة أحس بنغزات في قلبي، وبعد الأكل يأتي دور المغص والغازات، فيجب أن أهيئ معدتي قبل، فحصت قبل 3 سنوات، وطلع عندي إسكارس، وتعالجت -الحمد لله-.

وبالنسبة للغازات، أيضا عندي سؤال: هل الغازات تتكون في الصدر أيضا؟

لي فترة أحس في منتصف صدري كأن بالونا انفجر منه الهواء، ولا أستطيع عمل أي شيء، وإذا أخذت نفسا عميقا أشعر باختناق في نهاية الحلق، وعملت لي الطبيبة أشعة، وقالت: كل شيء سليم، ويمكن يكون غازات.

وأيضا حموضة وأغلب الأحيان تكون إذا أكلت قبل النوم بفترة بسيطة مع الترجّيع.

والصداع عندي أكثر من 4 أو 5 سنوات في حالة الصداع الشديد أرجّع، ولازم أشرب أدول وفحصت للعيون، والأذن والأنف، وكل شيء تمام، وكان عندي مشاكل في ضروس العقل وبعد ما خلعتهن ارتحت كثيرا.

لاحظت تركيز عيني يضعف، وقل نظري، أبسط الأشياء تصدعني، وأتجنب الصداع بالأدول.

ملحوظة بسيطة: لاحظت هذه الفترة في المساء أظافري يتغير لونهن إلى بنفسجي مزرق خفيف، هل كل هذا بسبب القولون؟

اسمحوا لي على الإطالة .. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ليس واضحا ما هو سؤالك، فهذه الأعراض التي تشكين منها كما قلت أنت أنها أعراض قولون، وكذلك عندك زيادة في الحموضة، وإن كنت تشعرين بالحرقة في أسفل الصدر، وفي الليل فهذه علامات ارتجاع في المريء.

والقولون العصبي مرضٌ شائعٌ جداً، وينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك.

وفي مرض القولون العصبي لا يكون هناك أي خلل أو اضطراب عضوي، فالأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات، واضطراب في حركة الأمعاء.

وتتردد الأعراض فتزداد في فترةٍ معينة، وتخف في أخرى أو تزول لفترةٍ معينة، وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات، وفي فترات استقرار الحالة النفسية.

ومن ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواعٍ معينة من الأغذية والأطعمة كالحليب والبهارات والفلفل والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.

ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره، ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراضٌ كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها:

1- شعور بالإرهاق والتعب العام.
2- شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقتٍ طويل بعد الوجبة السابقة.
3 - آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحياناً الشعور بالحصر.
4- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.

وهناك حاجة مهمة، فإن تفهّم هذا المرض من قبل المريض تفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضوياً، ولهذا فإن الفحوصات التي يجريها الطبيب غالباً ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر طوال العمر، فعليها أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض.

ومهما طالت مدة المرض، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف، أو التهاب أو سرطان، ولا إلى غير ذلك.

والعلاج هو علاج الأعراض، والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض سواء التوتر والقلق أو أطعمة معينة، فعليك أن تتخيري الأطعمة التي ترينها مريحة بالنسبة لك، ولا بد وأنك قد تعرفت على كل الأطعمة التي تزيد الأعراض عندك.

وعليك أن تتعلمي الاسترخاء، فهذا يُساعدك بإذن الله كثيرا،ً فيمكنك تطبيق تمارين الاسترخاء بأن تجلسي في مكانٍ هادئ كالغرفة قليلة الإضاءة، وألا تشغلي نفسك بأي أمور حياتية، وتفكري في شيء سعيد وجميل، وتغمضي عينيك ثم تأخذي نفسًا عميقًا وبطيئًا، ويجب أن تملأي صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك تمسكي على الهواء قليلاً في صدرك، ثم تخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب أن تخرجيه أيضًا بكل قوة وبكل دقة وبطء، وتكرري هذا التمرين خمس مرات صباحًا، وخمس مرات مساءً لمدة أسبوعين، أو ثلاثة، وسوف تجدينه أنه مفيد، والتمارين الرياضية وجد أنها مفيدة - أي نوع من التمارين الرياضية خاصة تمارين المشي أو الجري).

وبالنسبة للعلاج الدوائي، فهو (دسباتالين) للتقلصات ثلاث مرات في اليوم مع (دسفلاتيل) للغازات ثلاث مرات في اليوم.

وبعض المرضى يحتاجون المهدئات النفسية، أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي؛ وفي كثيرٍ من الأحيان تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب مثل: الموتيفال أو اللبراكس.

أما الحموضة فيجب أن تتجنبي الأطعمة المقلية والدسمة، وكثرة المنبهات، وملء المعدة بالكثير من الطعام، وعليك أن تنتظري ساعتين إلى ثلاث قبل الاستلقاء للنوم.

أما الصداع الذي تعانين منه فهو صداع التوتر، وعليك أن تتعايشى معه، فهناك الكثير من الناس من يعانون منه، والعلاج هو الراحة النفسية، وتمارين الاسترخاء، والمسكنات عند اللزوم.

نرجو من الله لك الشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً