الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الكحة والبلغم وأستيقظ من النوم عطشانًا، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته, تحية طيبة، ثم أما بعد:

بدايةً: أشكركم على هذا الموقع، الذي أعدُّه أنا شخصياً - وللأمانة - الأول في كافة المجالات، وأكثرها ثقة، لا أريد الإطالة بل سأدخل في صلب الموضوع فوراً.

مشكلتي بدأت قبل حوالي عشرة أيام حينما بدأت أشعر بكحةٍ بسيطةٍ، فاشتريت دواءً للكحة من الصيدلية، ولكن الكحة استمرت، بل إنني كنت في كثيرٍ من الأحيان (أشترق)، ويتوقف نَفَسِي؛ وقد حدث لي هذا الشيء عدة مرات، فأصَرَّتْ أمي على أخذي إلى الطبيب، وبالفعل ذهبت إليه، وأعطاني دواءً لمعالجة الالتهاب، وطرد البلغم، علماً أن الكحة كانت بوجود بلغم في البداية، ولكن حتى بعد عودتي من عند الطبيب استمرت الكحة أيضاً، فانتهى بي المطاف عند أحد أخصائي الأمراض الصدرية، فطلب مني صورة للصدر، وأخبرني أن هنالك التهابًا في القصبات الهوائية، وأعطاني أدوية, مثل: مضادات (الهستامين), ودواءً آخر يسمى (factive), ودواءً آخر هو (aerius), وهذه الأدوية - بفضل الله - عملت على تخفيف الكحة - والحمد لله -.

أشعر الآن بتحسن كبير، لكن ثمة مشكلة ما زالت تواجهني، وهي: أنني أشعر بعطش شديدٍ، خاصة عند النوم، وأستيقظ كثيراً مصاباً بالعطش، وألتقط أنفاسي كالشخص الذي يختنق، ولا أدري ما هو السبب! فهل السبب في ذلك يُعْزَى إلى الكحة؟ وهل هذا العطش سيذهب مع الأيام أم أن هنالك سببًا آخر؟ وهل سوء الأحوال النفسية مؤخراً هو السبب في هذا؟ علماً أنني عانيت من انتكاسة نفسية في الآونة الأخيرة؛ لمشاكل حدثت معي، ولكن - بعون الله - تحسن وضعي النفسي، كما أنني أحياناً عند أخذ الشهيق أتنفس بشكل طبيعي، ولكن عند الزفير- خاصةً عندما أتنفس بعمق - أشعر بمهيج يدعوني إلى الكحة، وأحياناً لا أخرج البلغم مع هذه الكحة، وهذا المهيج لا يمكنني تحديده بالضبط، لكن إن لم يخب ظني فهو بالحنجرة، علماً أن هذه الأعراض عادةً ما تزداد ليلاً، ولكنها تكون أقل بكثير في النهار، فهل هذا عرض لمرض خطير - لا سمح الله -؟

كما أنني عند الكحة أحياناً أخرج الطعام من معدتي، ويكون على شكل سائل - ربما هي عصارات المعدة، أو ما شابه - وأحياناً أثناء الجلوس أشعر بشيء غريب - لا أدري إن كان في نفَسي، أو في المريء - وأحياناً حرقة بسيطة في منطقة الصدر، كما أعاني من شيء لا أدري كيف سأصفه لكم، لكني أحياناً أضغط على نفسي لكي أرتاح، وأحياناً لا يخرج ذلك البلغم من الحنجرة - ربما تسمونها دغدغة الحنجرة، أو ما شابه ذلك -.

أفيدوني - جزاكم الله خيراً - فواللهِ إن وضعي - خاصة النفسي - سيء، ومتردٍ جداً، لا سيما أنني أمر بفترة دراسة، وهذه هي سنتي الأخيرة في الثانوية العامة، والآمال معلقة عليّ بصفتي الابن الوحيد بعد أربع بنات، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ m7md حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أن تلك الكحة التي تعاني منها ترجع لوجود حساسية لديك، خاصة أنك تحسنت مع تناولك لحبوب (أريس) كمضاد (للهيستامين), والكحة التي تسببها الحساسية تأتي على صورة شرقية، أو حكة بالحلق والحنجرة - وقد وصفتها في شكواك وكأنها دغدغة بالحنجرة - ولكن لا علاقة للكحة بما تعاني منه من العطش، ولكن أظن أن سبب هذا العطش هو: جفاف ريقك لتنفسك من فمك طوال الليل؛ بسبب انسداد الأنف نتيجة الحساسية.

وأما عن الخنقة، وضيق النفس، فإما أن يكون هناك تزييق وصفير بالصدر نتيجة حساسية الصدر، وإما أن يكون الأمر نفسيًا، وليس عضويًا، نتيجة الظروف النفسية التي مررت بها، وأشرت إليها في شكواك.

وأما عن إخراجك لبعض الطعام، أو عصارة المعدة إن لم يكن هناك طعام مع الكحة، فذلك أمر طبيعي يحدث للبعض مع شدة الكحة.

وأما عن وجود ألم وحرقة في الصدر فإن كانت بعد الأكل بساعة أو ساعتين؛ فيكون ذلك بسبب ارتجاع حمض المعدة إلى أعلى مسببًا حرقانًا، والتهابًا بالحلق والحنجرة؛ ولذا يجب عليك ألا تثقل في العشاء، واجعل بينه وبين النوم ساعتين على الأقل، ويمكنك تناول حبوب (جازيك) 20 مج مرتين يوميًا قبل الأكل بنصف ساعة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً