الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي يعاني من الشلل الرعاشي.. أفيدونا بعلاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله عنا خيرا كثيرا، والدي لديه رجفة في جسده منذ ثلاث سنوات، ذهب إلى طبيب المخ والأعصاب الذي أعلمه بأن هناك شيئا في الرأس، لكنه لم يستطع تحديده، قال له أنه شلل رعاشي، وهو يتناول الحبوب التي تخففه له، وللآن هو مستمر فيها، ولا يوجد تحسن، وهو حاليا يتعالج بالقرآن، وأنا أقوم بالرقية له في رأسه.

أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فردوس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أشكرك على ثقتك في إسلام ويب وعلى اهتمامك بأمر والدك.

الشلل الرعاشي تشخيصه ليس صعبا – خاصة من قبل المختص، ووالدك - حفظه الله - قام بفحصه طبيب المخ والأعصاب، والطبيب لا شك أنه مقتدر أن يضع التشخيص الصحيح، والشلل الرعاشي ينتج من اضطراب في وظائف الدماغ، تتمثل في قلة إفراز أحد الموصلات العصبية داخل الدماغ ويسمى باسم (الدوبمين).

إذن نقص هذه المادة هو الذي يؤدي إلى مثل هذه الحالة، ولماذا تنقص هذه المادة؟ الأسباب في معظمها غير معروفة، إذن كما ذكر لك الطبيب هنالك شيء في الرأس، وأعتقد أن الطبيب لم يحاول أن يلزم نفسه بشيء معين؛ لأن كثيرا من المرضى وذويهم حين تذكر لهم بعض التفاصيل العلمية، قد يطلب منك البعض إجراء فحص مثل تحديد مستوى هذه المادة، وهذا الفحص غير متوفر.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة:- المهم في مثل حالة والدك أن يواصل متابعة الطبيب، هذا مهم جداً (ذهابه إلى الطبيب مرة كل ثلاثة أشهر) من أجل المتابعة، ومن أجل تعديل العلاج: زيادته أو إنقاصه، تخفيضه أو إضافة أدوية أخرى (وهكذا).

إذن المتابعة هي شرط جوهري لتحسين حالة والدك – إن شاء الله – ولكي أكون صادقا معك؛ فالعلاج في هذه الحالات يكون طويلا، وربما مدى الحياة، لأن نقص هذه المادة يجب أن يعوض المرض وهو غير معيق، يمكن لوالدك أن يعيش حياة طبيعية ما دام يتناول أدويته، وهذه الأمراض نعتبرها مثل أمراض السكر أو الضغط، وهذه يمكن أن يتعايش معها الإنسان، بصورة جيدة إذا كان حريصا على المتابعة الطبية.

قطعا إذا احتاج الوالد لأي نوعا من الفحوصات (الصورة المقطعية للرأس) وخلافه، سوف يقوم بها الطبيب، وهي متوفرة في السودان.

عموما: هذه الحالة ليست حالة خبيثة، وليست حالة خطيرة، قد تكون أعراضا مزعجة بعض الشيء- مثلاً هذه الرجفة، وفي بعض الأحيان تكون الرجفة مصحوبة بنوع من التخشب في الجسد- وتجد الإنسان يسير بخطوات متقاربة جداً كأنه مربوط، وبعض الناس قد يجد حتى صعوبة في الالتفاف حول نفسه، لكن الأدوية تخفف كثيرا من هذه الأعراض، فلا تنزعجي أبداً.

المهم المواصلة الطبية، العلاج بالقران نحبه ونقره، وكذلك الرقية الشرعية، لكن يجب أن لا تكون هنالك شعوذة أو حرمانه من العلاج الطبي، فالقرآن يحثنا على أن نذهب لأهل الاختصاص ونستفيد منهم، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها.

بارك الله فيك، جزاك الله خيرا، أسأل الله لوالدك العافية والتوفيق والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً