الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتهيت من جرعة السيبرالكس ولكن عاد لي الاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عانيت من الاكتئاب، وبحثت عن أنسب العلاجات لحالتي، فهداني الله لأن أستخدم السيبرالكس 10، استخدمته مدة طويلة، فبدأت بنصف حبة لمدة أسبوعين، ثم رفعت الجرعة إلى حبة لمدة أسبوع، ثم حبة ونصف، ثم حبتين، ثم تركته تدريجياً، تحسنت كثيراً -بفضل الله سبحانه وتعالى- بعد أن استخدمته، بعد أن انتهيت منه وتركته لمدة أسبوع، بدأت أحس بالأعراض القديمة تعود إليّ، فرجعت لاستخدامه، نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم حبة لمدة أسبوعين، ثم حبة ونصف لمدة أسبوعين، وهكذا إلى أن تركته تدريجياً، والحمد لله تحسنت كثيراً، ولكن الآن بعد أن تركته أشعر بحزن وضيقة صدر.

أرجو منكم إفادتي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ متفائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

حالتك استجابت بصورة ممتازة للعلاج الدوائي، والملاحظ كما ذكرت وتفضلت أنكِ تعيشين نوعاً من التذبذب المزاجي، بمعنى أن تناول الدواء يفيدك ولكن بعد التوقف منه ترجع إليك الحالة، مثل هذه الحالات كثيرة ومنتشرة، حقيقة الخطأ العلاجي الوحيد في مثل هذه الحالات هو اعتماد الناس بصورة كبيرة على الأدوية، وتناسي العلاج السلوكي، أنا أقدر تماماً دور الأدوية وأعرف فائدتها تماماً، لكن في ذات الوقت يجب أن تكون حقيقة جلية أمام الناس، وهو أنه في كثير من الحالات إذا لم يدعم الدواء بالعلاج السلوكي فإنه حين يتم التوقف عن الدواء سوف تأتي الانتكاسة المرضية.

العلاج السلوكي الذي أقصده هو علاج بسيط جداً يقوم على مبدأ التفكير الإيجابي، ويقوم على مبدأ التفاعلية الحياتية، بمعنى أن يدير الإنسان وقته بصورة صحيحة، ويطور مهاراته، ويكون له أهداف في هذه الحياة، يضع الآليات الصحيحة التي توصله لهذه الأهداف بل يطبق الآليات دون تقاعس أو تردد ومساومة مع النفس.

وأنت -أيتها الفاضلة الكريمة- لديك طاقات نفسية وجسدية عظيمة، وأنت في عمر مليء بهذه الطاقات، فالذي أراه هو أن تكوني إيجابية في تفكيرك، وأن تكوني متبصرة وواثقة بذاتك، وأن لا تخافي من الفشل، وأن تديري وقتك بصورة صحيحة وحسنة، وأن تكون لك مشاركات واضحة وجلية في شؤون أسرتك، وأن تكوني بارة بوالديك، هذه أسس ضرورية جداً من أجل استمرار التعافي، لا أريدك أبداً أن تَعلقي في تفكيرك أنك تعانين من اكتئاب، كلمة الاكتئاب كلمة محزنة ومنفرة، وهي من الألقاب التي يطلقها البعض على نفسه دون تبصر، أنا لا أنكر أن هذا مرض موجود لكن الحقيقة أن أحد أساليب التخلص منه وهزيمته هي أن لا نعطيه الفرصة، وأن نقلص من وجوده، وأن نحاصره وذلك من خلال الفاعلية والاجتهاد والإصرار على النجاح وعدم الخوف من الفشل، هكذا يتم التعامل مع مثل حالتك.

أنا أرى أن الانتقال إلى عقار بروزاك ربما يكون أفضل، والسبرالكس عقار متميز، ولكن البروزاك له إفرازات ثانوية مما قد يجعل فعاليته تستمر لمدة أطول، وجرعة البروزاك هي كبسولة واحدة يومياً لمدة 6 أشهر، بعد ذلك اجعليها كبسولة واحدة يوم بعد يوم لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أيام، ثم توقفي عن تناول الدواء بدعم العلاج كما ذكرت لك من خلال الممارسات السلوكية الإيجابية، وإن شئت أن تستمري على السبرالكس لا مانع في ذلك أبداً، والأفضل من كل ذلك هو أن يكون لك تواصل مع طبيب نفسي تثقين به، وأعني بهذا التواصل أن تكون هنالك مقابلات مباشرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، نسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً