الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني الأكبر عمره سنتان ونصف متأخر في الكلام، فهل لهذا علاقة بالوراثة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أم لطفلين، مغتربة في دولة عربية، ومشكلتي هي ابني الكبير عمره سنتين ونصف متأخر في الكلام، لا ينطق كلمة مفيدة يقول علي بطة مثلا " ببا " أو بيت " بب وهكذا كلامه كله، غير هذا يريد أن يعتمد على نفسه في كل شيء، وأنا أتركه يعبر عن نفسه، والمشكلة أنه دائم الصراخ والبكاء، إذا لم يستطع فعل شيء مثلاً عند ارتداء ملابسه يظل يصرخ لأنه يحاول ولا يعرف، وإذا عرضت عليه مساعدتي أزداد بكاءً، لا أعرف لماذا؟

عندما أنجبت ابنتي الصغرى كانت هي تنام في سرير خاص بها وينام هو إلى جواري، يحب أخته ويلعب معها، أبوه له نفس الطباع، لا يطلب مساعدة أحد ومستغنٍ عن الناس.

فهل لهذا علاقة بالوراثة؟ وكيف أتعامل مع ابني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميحة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا.

الكثير من السلوكيات التي وصفت هي مكتسبة وبالمحاكاة والتقليد ولو من هذا السن الصغير، وليس بالوراثة.

ما ورد في سؤالك يجعلني أشعر بأن هذا الطفل، وهو في الثانية والنصف من عمره، يحتاج أن يُعرض على طبيب أطفال ليقوم بفحص عام وشامل للتأكد من خلوه من أي مرض عضوي، وللتأكد من سلامة حواسه وخاصة حاسة السمع، ففي كثير من الأحيان قد يحدث تأخر الكلام بسبب مرض في حاسة السمع.

وليقوم طبيب الأطفال بتقدير نمو الطفل وتطوره الجسمي والنفسي والاجتماعي، وقد يكون لتأخر الكلام علاقة وثيقة بنمو الطفل وتكونه.

وقد يقوم طبيب الأطفال ببعض الاختبارات ومنها قياس السمع وغيرها من الاختبارات.

وبناء على نتائج فحص طبيب الأطفال، فقد ينصح بالخطوة التالية المطلوبة لعلاج مشكلات هذا الطفل.

من الطبيعي أن يتعثر الكلام عند الأطفال وهم في هذا العمر، وحيث هناك فروق كثيرة من طفل وآخر.

وإذا كان كل شيء طبيعيا، فالخطوة التالية هي الصبر والتأني مع هذا الطفل، وعدم استعجال الكلام عنده لأن هذا يزيد من قلقه وتوتره، وبالتالي يتأخر الكلام عنده أكثر فأكثر، وحاولي الحديث معه بالشكل الطبيعي، وإن لم يتجاوب معك بالكلام، وحاولي كذلك القراءة له من قصة أو كتاب، فمجرد الاستماع يحسن عنده الكلمات والمفردات.

وإذا لم يتقدم عنده الكلام بشكل ملحوظ خلال الستة أشهر القادمة، فلابد من مراجعة طبيب أطفال، وأخصائي نطق لمعرفة طبيعة المشكلة، والاتفاق على طريقة الحلّ.

وأما عصبية الطفل فالغالب لسببين، الأول طبيعة السلوك الذي يلاحظه من حوله، فهو يحاول تقليده والتعلم منه، والثاني ربما عصبيته هذه بسبب شعوره بالإحباط من صعوبات الكلام والتعبير عما في نفسه، ولذلك يفيد جدا مساعدته على تجاوز هذه الصعوبة في الكلام وكما ذكرنا أعلاه.

أقرّ الله عيونكم بطفلكم، وحفظه من أي سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً